البديل
فى المولد الحسينى .. نســــبٌ له أهل الســـما خـــدامُ
يتسارع القلم منحيا العقل والوجدان، والمشاعر الحبيسة للحديث عن سيد الشهداء، يحتفي الحبر والهواء يدوران حول سنه المدبب للتمسح فى جدران الحب.. أليس الحديث عن من مضغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة وو ضعها فى فيه لحظة ميلاده .. ويقول المحبون أنه أرضعه من إصبعه .. الفاعل هو الله..لم تتحرك ياعقل بالرفض والاستنكار.. وأنت ناقص غير مكتمل ويشقيك النسيان.
إلزم الأدب يا إنسان فالحديث مقدس الأركان ، ويملك الوجد والجنان.. لايدك من تكتب لاعقلك من يرتب، لاقاموسك من يرص الأحرف .. لست مسيرا ولا مختارا ولامريدا .. دع أوصالك فى بحار الحب فأنت فى حضرة أهل المنح و السماح مع السائرين لحضرة المحتفى بمولده ، من اختار رب الأرباب لجده الشفاعة لكل البشر فى العموم ، وأكثر وحسم الأمر للخاصة .. وخص من أكرم بالحب بــ" شفاعتى لأمتى من أحب أهل بيتى".. والأحاديث النبوية نجوم تتلألأ فى سموات الحب وأجرام الأكوان .... "من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كماتزف العروس إلى بيت زوجها" .. "ألا ومن مات على حب آل البيت بشره ملك الموت بالجنة.. مات على السنة والجماعة.. فتح بابان فى قبره إلى الجنة"..
قف ياقلم عن سرد الفضل وارجع إلى سبب الفضل.. مملكة الحب لها أركان تسلب الإنسان الخبث وتغطيه بالفرح والارتواء..يحتفل المحبون منذ ليال بمولد الإمام الحسين، يحتفل المسلمون بجلالة الملك، فكل من ينتسب إليه صك له صولجان الولاية.. ألا يكون سلطان الملوك.. شعار كل دقة بالقلوب المتلهفة ، للرواء "المجد للحب" فى عيون الزائرين الوافدين إلى مقر المشهد الحسينى .. هنا ترى تلفت الإنسان لحظة .. يفكر فى ملجأ يأوى إليه ويحميه ، ليس فقط ممن جار واستقوى عليه ، واستعصى حله من منغصات فاقت الصخر جمودا.. البحث هنا فى محيط دائرة اللحظة الرقيق عن الحماية من الضرر والشطط..التلفت اتقاء الهوام ألا يكفى للبحث عن مجير.. لا البحث عن حماية من النفس بين الجنبين والحفظ من ذرات التراب أصل الإنسان.. هنا يصيح الحجر أيها المحبون السلام عليكم ونور الله وتحياته .. تشدو الذرات.. يارسول الله نحب آل بيتك، يمس طرف القلم الألسن الجافة والمبللة بدموع الذرات الأوابة فى الأجساد لاينقل نبض لايفضح السر لايشى بالمكتوم فالمعلوم مستور والمطلوب " نظرة منك ترضينى" عند سيدنا الحسين حبيب القلب والعين لاجمارك ولامتاريس ولاخفير ولاوزير .. هنا رجاء فك الأسير وإجازة الأمير ومستقبل الصغير والكبير أتسمح النفوس الهائمة والأرواح الحاضرة الآن بنقل شذى كلمات التضرع وإقرار الاعتراف وذكر كلام الأوابين المتوسلين بصاحب الفرح أمام "الحليم ".. فى زيارة "الإمام" لاحساب لاوقت لاحياة لاموت لاسكون لاحركة يتوقف الزمان باسطا أكف السعادة والرضا للزائرين فقط .. هنا تفسير الشعور الذى يبحث عنه الإنسان منذ صرخة مجيئه ضاربا الهواء بكعبيه باحثا عن العطاء والدفء والستر والحماية ..هنا لاحساب الكل راجى الشفاعة والاحتساب ولكل مايريد وواجب على المزور إكرام زائريه الساعين للدخول تحت قبة مقامه وملاقاة وتقبيل واجهة مقصورته بعد العبور على بابه المفتوح طوال العام المزين والمحفور عاليه حديث الشفيع المشفع " الشفاء فى تربته والإجابة تحت قبته والأئمة من ذريته أو عترته " ..
الآن لا أكتب عن الأرواح المحلقة فى عنان شارع الأزهر والغورية و القاهرة الفاطمية والجمالية وخان الخليلى وغيرها .. لن أكتب عن الملائكة وأصوات ضحكاتهم وذكرهم وهمسهم ونغمهم وأدعيتهم المشاركة فى الاحتفال .. لن أكتب عن المحبين وأحوالهم والمحتفلين وأفعالهم أو عن الزائرين ووصاياهم .. بل سأسجل ماكتبه القلم واختاره مما لهجت به الأفئدة قبل الألسنة .. ما رصده القلم ليس حبا وإنما تبركا وتذكرا لمولد تتسابق اللحظات قبل الساعات والأيام والشهور لتوقيف دوران الشمس والقمر الهابطان معا للمشاركة بالمولد ومنعهما من الحركة وتغيير الزمن لاستمرار سرمدية المتعة والتغريد مع السحب والأجرام والملائكة والبشر وديمومة " كل فى فلك يسبحون " فى الحب والتطهر والتبرك بـالزيارة والاستزادة بـ " النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتى أمان لأمتى " .. والآن إلى مانطقه العاشقين فى مواكب المحتفلين.. ياولى النعم.. الأقطاب أربعة جامدين جدا يديروا الكون سيدى الرفاعى وسيدى الجيلانى وسيدى أحمد البدوى الفتوة وسيدى إبراهيم الدسوقى أبا العينين لايعرف الهزار وحاسم جدا وبيخلص ومضاف إليهم القطب الهيبة سيدى أبى الحسن الشاذلى فى قلب الصحراء حفر قبره بيده والمرسى أبو العباس تلميذه واقف يبص عليه سأله مين يصلى عليك الملايكة وراه سدوا الأفق حضروا صلوا عليه..كل دول من نور سيدنا الحسين أصولهم وولايتهم ومددهم.. السندس الأخضر منه العنبروغضبه أخطر سبط المصطفى الأقمر بجاه النبى يارب ماتحرمنا بكت عليه السماء بيت الحنان ابن كنز الولاية ابن باب المدينة..
لايعلم قدر سيدنا الحسين إلا رسول الله يامن قيل فى حقهم كيف أمدح من كان جبريل خادما لأبيهم كلامنا فى سمع المحبين نور وفى سمع المنكرين نار .. لاينته كلام المحبين ولاشهقات الذاكرين الذين حملوا قلوبهم مادين أيديهم ضراعة منذ خروجهم من دارهم حتى الوصول أمام الإمام طلبا لتحقيق الرجاء ، سحر الهتافات والدعاء يحتاج سحرا آخر يصفه ولكن حضر موكب من أحباب الطريقة البرهانية زلزل السموات والأرض وملك الحواس كلماتهم وأبياتهم التى بدؤوها بالفواتح لقائلها سيدى فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى إلهاما بعد انتقاله ،مدحا للإمام الحسين وهى من ديوان بطائن الأسرار الشهير بـ " شراب الوصل" يجدر لمن حضرنقلها لمن يقرأ ..
قل يــاإمـــامــــاً للأئمــــة ســـــــيداً .....
يامنحة الزهـــــــراء والنبــــــــويــة عقد الرجاء عليك يابـــن المصطفى
ياصنــــوفيض النفحة الحســـــــينية وأبـــــــاً لزيـــــن العـابدين وعندكم
جبر الكســـير بزينــــب ورقيــــــــة فالخيــــر ماشــــئتم وما شـــئتم يكن
طــــوعاً فأنتــم ســـــادتي ووســيلتي فاحلل بفضلك عن لساني عقـــــــدة
كـــــي يفقهــــوا درراً بفضلك قيلت
وعزفت الأشجار والأحجار والهوام والملائكة والطيور
واهتز الكون حولنا وتلونت الأشياء وضحكت مع أبيات قصيدة لسيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى.. ماذا تقول إذا قصدت رحابه: ماذا تقول إذا قصــدت رحــــابهُ
ماذا تقول وفى حشاك ضـــرامُ
ماذا تقــول وأنت أنت ومن هــو
أنى تـــــراه وقد علاه لثـــــــامُ
قل يا أبا الإكــرام هذى حالتـــي
أنت الرجــا المأمول أنت أمــامُ قل ياأبا الإنعــام إنا في الحمـــى
هذا حماكـــم روضـــةٌ ومقـــامُ قل ياعطـــــاء الله من دانت لـــه
كل الرقاب لتوصل الأرحـــــــامُ
أشكو إليك ولستُ أُفشــى خافيـاً
عنكم فأنتـــم للأنــــام زمــــــامُ ياثـــانى اثنين البتــول تمخضت .
عنكـــم لتلقـــى سعدها الأيـــــامُ تـــالله ماحنث اليميـــــن فإنكـــم .
أنتم أمـــان الكـون أنت ســــلامُ ياســــيداً من ســــيدٍ ومبجـــــلٍ
ياملجــأ الأحبــاب حيث أقامــواُ فلكـــم حبيب الله عيـــن عنـــايةٍ
ولواحظٌ تُرمـــى بهــــن ســهامً أنتـــم معيـن الشــاربين جميعهم وعيـــــون رىً مسـكهن ختـامُ عشقتك عينى فابتليت بصحوتى
حاشــا لعيـــنٍ شـــاهدتك تنـــامُ يانعم بطـــنٍ قد حـــــواك ويالـهُ
نســــبٌ له أهل الســـما خـــدامُ
The post فى المولد الحسينى .. نســــبٌ له أهل الســـما خـــدامُ appeared first on البديل.