Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

صاحب «الزلزال الصيني»: لا نهضة إلا بالحفاظ على القيم الثقافية

$
0
0

البديل
صاحب «الزلزال الصيني»: لا نهضة إلا بالحفاظ على القيم الثقافية

صاحب «الزلزال الصيني»: لا نهضة إلا بالحفاظ على القيم الثقافية

في ضوء فعاليات العام الثقافي المصري الصيني، الذي يتزامن مع إطلاق الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة ضيف الشرف مساء اليوم الجمعة 29 يناير/ كانون الثاني، المفكر الصيني الشهير وانغ أي واي، في حديث حول مقومات التجربة الصينية، التي عرض لها في كتابه الذي ترجم إلى العربية بعنوان «الزلزال الصيني» والذي بيعت منه نحو مليون نسخة وترجم إلى العديد من لغات العالم، واهتمت به العديد من الدول الطامحة لتحقيق «النموذج الصيني»، وذلك بحضور ناشر الكتاب علي عبد المنعم، والمترجم أحمد سعيد. .
وكان تزامن وجود «وانغ أي واي»، في مصر، مع ذكرى مرور 5 سنوات على اندلاع ثورات الربيع العربي، حافزًا له للمشاركة في معرض الكتاب، وذكر أنه حرص أن يضمن كتابه المناظرة التي عقدت بينه وبين المفكر الكبير فوكو ياما، في أعقاب يناير 2011، حيث قال الأخير يجب على الصين أن تستعد لربيع صيني جديد، وسلسلة من الثورات، ولكن «يانغ» رد بأن هذا من المستحيل، بل إنه يمكن أن يتحول الربيع العربي إلى شتاء عاصف.
«حتى تنهض أي دولة في العالم، يجب عليها أن تجد طريقها الخاص، وليس عليها أن تتبع طريق أو تجربة دولة أخرى، ووجود طريق خاص لأي دولة هو شرط لتقدمها، خاصة عندما نتحدث عن دولتين بحجم مصر والصين فهما أصحاب حضارات عريقة» هكذا قدم المفكر الصيني حديثه عن مقومات النهضة، التي أوجزها في ضرورة الإجابة عن 3 أسئلة وهي: الحداثة والحضارة والتقاليد والعرف، الحداثة ونظام الحكم، وأخيرًا: العلاقات مع العالم ومع الغرب تحديدًا، وألمح أن الصين نجحت حين وجدت إجابات خاصة بها، مكنتها من تحقيق النهضة.
وطرح «وانغ أي واي»، تجربة الصين في الإجابة عن تلك الأسئلة، وحل المشاكل العالقة، وفيما يتعلق بالنقطة الأولى وهي مشكلة التحديث والحفاظ على العادات والتقاليد والسمات الحضارية للشعب الصيني، قال إن الصين مرت بمنحنيات تاريخية عدة في هذا الإطار، في منتصف القرن ال19، عندما شنت بريطانيا حرب الأفيون على الصين عام 1840، وأحدثت زلزالا وهزة للصين، وترتب عليه فقدان الصينيون الثقة في أنفسهم، حتى أن الكثيرين دعوا للتغريب وانتهاج أساليب الغرب، وهناك من دعى إلى التخلي عن اللغة الصينية ذات الرموز الشهيرة، بوصفها قديمة وتعيق الحداثة، وأن تتحول الصينية إلى لغة غربية.
وأوضح صاحب «الزلزال الصيني» أنه عبر 100 عام من التجارب والبحث والاكتشاف، توصلت الصين إلى أن حضارتها التقليدية وثقافتها القديمة، هي الكنز الذي يمكن أن يدخلها إلى عصر الحداثة، فلا حداثة دون جذور حضارية، وأن ما يخص الصين على مدار ثقافتها التي استمرت على مدار 5 آلاف عام، هو ما يناسبها كي تدخل بها عصر الحداثة، وليس ما عند الآخرين، وفي النهاية صنعت الصين نهضتها معتمدة على مخزونها التراثي الحضاري والثقافي.
وضرب «واي» مثالًا على الحفاظ على الهوية الثقافية التقليدية المميزة للشعب الصيني، بـ«اللغة الصينية»، وقال إن اللغة بشكل عام هي العرق الرئيس لأي أمة وأداتها للتعارف، ويجب أن تحافظ عليها لأنها جذر ومنبع الثقافة، وأشار إلى أن الصينيون قاموا ببعض التحديثات، حتى أن هناك بعض المصطلحات الدارجة دخلت على اللغة الأصلية، وهذا ما حافظ على الاستمرار الثقافي الحيوي للّغة، فأصبحت لغة تقليدية وحديثة في الوقت نفسه، بفضل تلك الإضافات وأصبحت مناسبة لكل المجالات، للإعلام والتكنولوجيا، وترجمت وترجم منها إلى كل لغات العالم، ومع دخول عصر الصناعات الرقمية، كانت اللغة الصينية مستعدة للتعامل والإضافة مع تلك المتغيرات.
واستطرد المفكر الصيني في حديثه عن اللغة، قائلًا: إن الإيمان والمعتقد عند الصينيين يمكن في لغتهم المقدسة، التي يعكس استقرارها وتطورها استقرار وتطور المجتمع، حتى أنهم يتعلمون الأمثال الحاملة للقيم والمبادئ والحكم عن طريق تعلمهم اللغة.
وعرض معضلة الحداثة ونظام الحكم، قامت ثورة في 1911 للقضاء على الحكم الإقطاعي، ثم استعاروا النموذج الأمريكي في الحكم، وهو ما لم يناسب طبيعة الشعب الصيني، فقامت الثورة بعدها بنحو 30 عامًا، وأسست الصين الجديدة عام 1940 التي تعتمد النظام الشيوعي، الذي مكنها من تحقيق الحداثة الخاصة بها، ولكنها أخذت الكثير من الوقت في ذلك، حتى توصلت إلى ما هي عليه الآن عندما اكتشفت طريقها الخاص.
يذكر أن المؤلف الصيني وانغ أي واي، عمل لمدة 20 سنة في جنيف كأستاذ للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وكان مترجم الرئيس الصيني الذي قاد نهضة الصين الحديثة، ومنذ نشأته على المستوى السياسي دائمًا ما كان حاضرًا في كواليس صنع القرار في بلاده، وتلقى محاضراته في الصين رواجًا واسعًا من الشباب الصيني تحديدًا وكل المهتمين بما أطلق عليه هو "النموذج الصيني".

DSCN0768 DSCN0782 DSCN0784 DSCN0788 DSCN0847 DSCN0758 DSCN0755

The post صاحب «الزلزال الصيني»: لا نهضة إلا بالحفاظ على القيم الثقافية appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles