البديل
في ذكرى انطلاقها.. ماذا قدمت الفضائية المصرية؟
منذ 27 عامًا قصت الفضائية المصرية شريط بث مصر الفضائي، حيث إنها أول قناة فضائية مصرية مخصصة لمخاطبة العالم الخارجي، فكان الهدف الأساسي لها نقل الواقع المصري إلى الخارج، فضلاً عن تناول قضايا المصريين في الخارج وتسليط الضوء عليها.
وقت انطلاقها حققت الفضائية المصرية نجاحًا كبيرًا فاق التوقعات، ونجحت في جذب المشاهد العربي إلى صفوفها، حتى قيل إن برنامج “صباح الخير يا مصر” وقت أن كان في مجده كان بعض الزعماء العرب يحرصون على متابعته، لكن مع مرور الزمن بدأ هذا الدور يتراجع بشكل كبير، في ظل ظهور فضائيات أخرى إلى السطح، إضافة إلى عدم تطوير محتوى القناة، الأمر الذي أصابها بالرتابة، وهذا ما أجمع عليه خبراء الإعلام، الذين قالوا إن غياب الدعم المادي وارتفاع ديون مبنى ماسبيرو بأكمله أديا إلى التأثير على جميع المحتوى المقدم في شتى القنوات؛ ما أثر بالسلب في النهاية على الإعلام المصري الحكومي.
الدكتورة ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية قالت إن مبنى ماسبيرو بأكلمه يشهد تراجعًا كبيرًا في جميع المحتوى المقدم؛ بسبب الديون التي تكبله منذ فترة طويلة، إضافة إلى عوامل أخرى، من بينها قلة الكفاءات التي تهرب منه إلى الخارج.
وأضافت الحلواني لـ”البديل” أن الفضائية المصرية، منذ انطلقت عام 1990 وترأستها الراحلة سهير الأتربي، بدأت سلم صعودها الذي وصل إلى قمته في عهد ثناء منصور، التي بدأت في إنتاج برامج ومحتوى خاص بالقناة بدلاً من أنها كانت تعتمد على المحتوى الذي تبثه قنوات ماسبيرو الأخرى، لتبدأ من بعدها في التراجع في المحتوى رويدًا رويدًا.
وذكرت عميد عميد إعلام الأهرام الكندية أن تغطية الفضائية المصرية للأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد شابها تقصير كبير؛ بسبب كما قلنا سابقًا الديون؛ لأن أي تغطية تحتاج إلى مراسلين وأدوات، وكل هذا يحتاج إلى المال، وهو غير متوفر في ماسبيرو، مشيرة إلى أن هناك قيادات مدفونة تحتاج إلى أن تظهر للعلن، موضحة أنه بهذه القيادات سيفتح الباب أمام تطوير المحتوى، متمنية أن تقوم الدولة بتقديم الدعم من جديد لماسبيرو؛ حتى تستطيع الفضائية المصرية، جنبًا إلى جنب مع قناة النيل الدولية، مخاطبة المشاهد الخارجي وتكوين أداة إعلامية مصرية خالصة، تخدم مصر ومصالحها في كل مكان.
وأكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابقة، أن دور الفضائية المصرية تراجع بشكل كبير عن الوقت الذي ظهرت فيه أمام الجمهور المصري والعربي منذ التسعينيات، مشيرة إلى أنها أنشئت في الأساس لمخاطبة المصريين والعرب في الخارج؛ للتأكيد على أن قضاياهم تشغل بلدهم حتى وهم خارجه.
وأضافت عبد المجيد لـ”البديل” أن فترة ازذهار الفضائية المصرية كانت إبان عهد الإعلامية ثناء منصور، حيث كانت تقدم القناة محتوى يخدم بشكل كبير الهدف الذي أسست من أجله، لكن حاليًّا أصبح مضمون القناة ضعيفًا جدًّا، فهناك برنامج أو اثنان فقط يخدم هدفها الأساسي، والباقي برامج عادية، تشبه أي برامج في أية قنوات أخرى.
وتابعت عميدة القاهرة السابقة أن أحد العوامل الرئيسية في تراجع الفضائية المصرية والإعلام المصري عمومًا هو عدم وجود التطوير المرتبط في الأساس بالوضع الاقتصادي الذي نعاني من أزمات فيه، موضحة أنه وبالرغم من قصور تغطية بعض الأحداث، إلا أن التغطية الإخبارية في التليفزيون المصري ممثلاً في قطاع الأخبار للقضايا والأزمات المصرية ليست سيئة في المجمل، مبينة أن عامل المنافسة بين الفضائيات أصبح يؤثر بشكل كبير على جذب الجمهور، فكان هذا سببًا رئيسيًّا في تقدم بعض القنوات وتراجع قنوات أخرى، ومن بينها الفضائية المصرية.
The post في ذكرى انطلاقها.. ماذا قدمت الفضائية المصرية؟ appeared first on البديل.