Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

معارك رمضانية|حرب العاشر من رمضان.. معركة استرداد الأرض

$
0
0

البديل
معارك رمضانية| حرب العاشر من رمضان.. معركة استرداد الأرض

تعتبر حرب أكتوبر (العاشر من رمضان) واحدة من الحروب التي لن ينساها التاريخ المعاصر، والتي اختفت معها أسطورة الجيش الذي لا يقهر. أطلق عليها اسم “حرب تشرين التحريرية”، وعن طريقها نجحت مصر في استرداد شبه جزيرة سيناء، وانتهت الحرب رسميًّا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

أسباب الحرب

تمثل حرب أكتوبر واحدة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي الذي شهد حروبًا عدة، منها حرب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي على مصر 1956، ونكسة 1967، وبسببها نجحت إسرائيل في احتلال مرتفعات الجولان السورية في الشمال والضفة الغربية لنهر الأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، حيث منحت هذه المساحات الجديدة لإسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية بكفاءة أكبر، كما صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنته من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمته.

بعد النكسة صدر قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها وتجميد الوضع الراهن، لكن كعادتها تهربت إسرائيل من تنفيذ القرار؛ لتهويد أكبر مساحة من الأرض العربية، وإقامة أكبر عدد من المستوطنات فيها لهضمها واستثمار ثرواتها، ويقرر الرئيس السادات بعدها أنه لا مفر أمامه من الحرب لاستراد الأراضي المغتصبة.

الإعداد للحرب

عقب النكسة قامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء عدة تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر، بجانب حفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية والتبادلية المؤقتة والهيكلية وتجهيز مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية التبادلية على جميع المستويات، فضلًا عن قيامها بإنشاء شبكة للصواريخ المضادة للطائرات، بعد أن كانت سماء مصر مرتعًا للطيران الإسرائيلي، وإنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات، إضافة إلى إنشاء 20 قاعدة ومطارًا جديدًا وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار؛ لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها.

حرب الاستنزاف

مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية بين الفترة يونيو 1968 حتى عام 1970، والتي انتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز 1970، شملت تلك الفترة عمليات حربية خارج مصر وليس الجبهة فقط، مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي، واشتملت هذه المرحلة على بعض العمليات المهمة، وكان لها تأثير على المستوى المحلي والعربي والعالمي، ومنها معارك القوات الجوية خلال يومي 14 و15 يوليو 1967، معركة رأس العش في 1 يوليو 1967، إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967، معارك المدفعية المصرية يوم 20 سبتمبر 1967.

حرب أكتوبر

افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية، تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة، عبرت قناة السويس مجتمعة في وقت واحد في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية، استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

نجحت مصر وسوريا في تحقيق نصر لهما، حيث تم اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط، وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوات الجوية الإسرائيلية، ونجحت في منع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان وسيناء، وأجبرت إسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سوريا ومصر، واستردت قناة السويس وجزءًا من سيناء في مصر، ومدينة القنيطرة في سورية، ولولا التدخل الأمريكي المباشر في المعارك على الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءًا من اليوم الرابع للقتال، لمُنِيَ الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة على أيدي الجيش المصري.

نتائج الحرب

ساهمت حرب أكتوبر في تحقيق العديد من النتائج الإيجايية، منها إهدار نظرية الأمن الإسرائيلي، حيث لم تستطع العوائق الطبيعية القوية منع المصريين من بدء الهجوم، كما لم يحقق احتلال شرم الشيخ ضمانًا للملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، ولم تحقق القوات الجوية المتفوقة ردعًا للمصريين، كما أدى التنسيق مع الجبهة السورية، قبل بدء القتال وفي المراحل الأولى، إلى تشتيت الجهود الإسرائيلية على جبهتين، وتمكنت خطة الخداع الاستراتيجية من تضليل القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية.

كما استطاعت الاستراتيجية العسكرية المصرية الاستفادة من العرب، سواء بالدعم المالي أو شراء الأسلحة اللازمة أحيانًا، أو الدعم بالقوات المحدودة أحيانًا أخرى، حيث نجح ذلك في تجنيب الكثير من المواقف الصعبة، خاصة في الأيام الأخيرة للحرب، ونجحت مصر في استعادة سيطرتها الكاملة على قناة السويس وسيناء، أما على الجبهة السورية فقد استعادت سورية جزءًا من هضبة الجولان، إضافة إلى مدينة القنيطرة، كما دمر الجيش السوري خط آلون، ومهدت هذه المعركة لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

The post معارك رمضانية| حرب العاشر من رمضان.. معركة استرداد الأرض appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles