Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

حكاية أثر|جامع أحمد بن طولون.. صاحب الزخارف النادرة

$
0
0

البديل
حكاية أثر| جامع أحمد بن طولون.. صاحب الزخارف النادرة

يحتشد المصلون داخل جامع أحمد بن طولون في شهر رمضان، كونه مسجدا تاريخيا، ويعد نموذجا معماريا فريدا، يعكس مدى التقدم الحضاري والمعماري الذي وصل إليه المسلمون في عصر الطولونيين، كما يعتبر الوحيد الذي لم تتغير معالمه منذ بنائه، حيث يتميز بزخارفه النادرة.
المسجد المطبوع على العملة الورقية فئة الخمسة جنيهات، ينسب إلى السلطان أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، وكان والى الدولة العباسية على مصر، حتى استقل بها عن الخلافة العباسية، لتكون مصر دولة ذات استقلال ذاتي وليست تابعة للخلافة.
واتجه إلى تأسيس ابن طولون عاصمة دولته مدينة القطائع، وبعدما فرغ منها، أخذ تشييد مسجده بوسط المدينة فوق جبل يشكر (نسبة إلى قبيلة يشكر بن جزيل من عرب الشام)، القريب من مسجد السيدة زينب، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات، حيث بدأ 263 هـ وانتهى 265 هـ.

وشيد ابن طولون مسجده بعدما اشتكى المسلمون من ضيق جامع العسكر، الذي اختفى مع زوال العسكر من مصر، ويعد جامع ابن طولون ثالث مسجد في مصر، يسبقه جامع عمرو بن العاص والعسكر، مازال يحتفظ بتفاصيله المعمارية منذ بداية تخطيطه.

وصف الجامع

يقع جامع أحمد بن طولون على مساحة 6 أفدنة ونصف، ويبلغ طوله 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا، وبلغ تكلفة تشييده 120 ألف دينار آنذاك، ويعد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء؛ حيث المئذنة الملوية المدرجة، التي تعتبر من أقدم المآذن، التي لا توجد مثلها، وبنيت في العهد المملوكي فوق أساسات المئذنة الأصلية للجامع.

ويتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف، تتوسطه قبة موضوعة على قاعدة مربعة بها أربع فتحات، كما أنه من المساجد المعلقة؛ حيث يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، وأهم ما يميز واجهات الجامع هي الشبابيك التي تحتوي على الزخرف وأشكال مفرغة من الزجاج الملون، أمام كل باب من أبواب المسجد يوجد سور خارجي، بالإضافة إلى باب صغير فتح في جدار القبلة يؤدي إلى دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون في شرق الجامع، ويبلغ عدد مداخل الجامع 19؛ الرئيسي مجاور لمتحف جاير أندرسون؛ وجدد المدخل فى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله.

ويوجد بالمسجد منبر مميز أنشئ في عهد السلطان لاجين، مصنوع من الخشب، على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف بارزة، ويعد من أقدم منابر القاهرة، وترتيبه الثالث بعد منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسيناء، الذي أقامه الأفضل شاهنشاه أيام الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله، ومنبر المسجد العتيق بقوص الذي أمر بعمله الصالح طلائع.

الصراع على الجامع

كانت وفاة السلطان أحمد بن طولون سبباً في تدهور الجامع ووصوله إلى حالة الإهمال والاستبعاد حتى عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله، حيث شهد المسجد نزاعا حول ملكيته من جانب أحفاد ابن طولون، حاول الحاكم بأمر الله، إنقاذ الموقف ودفع لهم ثلاثين ألف دينار حتى يفتتح للمصلين، واشترى منهم المئذنة نظير خمسة آلاف دينار.

واستمر الوضع والنزاع قائما، وأصبح المسجد مهجورًا من قبل الناس، وشهد انحدارا فى البناء والمعمار في عهد الخليفة المستنصر الفاطمي، ليتحول إلى مكان مهمل ينزل به المارون بأرض مصر أيام الحج.

إعادة الترميم

بعد الإهمال، شهد الجامع العديد من الإصلاحات والترميمات على فترات متباعدة، كان أولها في عهد السلطان المملوكي حسام الدين لاجين، حيث أمر بإنشاء القبة المقامة وسط الصحن عوضًا عن القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله بدلاً من القبة الأصلية التى احترقت سنة 376هـ، وجدد المنبر الخشبي وكسوة الفسيفساء والرخام في المحراب الكبير، بالإضافة إلى سبيل بالزيادة القبلية والذي شهد تجديدها في عصر قايتباى ثم قامت بترميمه إدارة حفظ الآثار العربي.

وكان الجامع في عهد الأيوبيين، جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، بالإضافة إلى الحديث والطب وتعليم الأيتام، وفي القرن الثامن عشر الميلادي، كان الجامع مقرًا للصوفيين، ثم ملجأ للعجزة إلى أن قدمت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1882 وعكفت على ترميمه.

وفي عام 1918، أمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه تكلف 40 ألف جنيه نظير تجديد السقف والمباني والزخارف وإعادة دهنه، وكانت آخر عملية ترميم أجريت بالجامع في التسعينات من قبل وزارة الثقافة ضمن مشروع القاهرة التاريخية، الذي شمل 38 مسجدًا، وتم افتتاح المسجد في 2005، وبلغت تكلفة ترميمه 12 مليون جنيه.

The post حكاية أثر| جامع أحمد بن طولون.. صاحب الزخارف النادرة appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles