البديل
الاحتفال بالذكرى الـ 156 للفيلسوف والشاعر طاغور
يقام سنويًّا مهرجان ثقافي في القاهرة احتفالًا بذكرى ميلاد الفيلسوف والشاعر الهندي الشهير رابندراناث طاغور، بالتعاون مع السفارة الهندية، وتقام فعاليات مهرجان هذا العام بمناسبة الذكرى الـ 156 لميلاده، خلال الفترة من 8 إلى 12 مايو الجاري، بالتعاون مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية، لإلقاء الضوء على مسيرته الشعرية، والدراسات والترجمات العربية التي تناولت أعماله بالنقد والتحليل.
برنامج مهرجان طاغور
يتضمن المهرجان عرض مسرحية درامية راقصة، مأخوذة عن أحد أعمال طاغور، وهي “شيترانجادا”، والتي تقدمها فرقة رابطة الراقصين على مسرح سيد درويش بالإسكندرية، يوم 9 مايو، ويقدم معهد الموسيقى العربية حفلًا يوم 11 مايو، كما سيتم عرض فيلم “كابولي والا” المقتبس من رواية لطاغور، حول أحد المهاجرين من كابول، يوم 8 مايو في سينما الهناجر بدار الأوبرا، ويختتم الفعاليات على نفس المسرح يوم 12 مايو بعرض مسرحية “ريتورانجا – تأثير الفصول”، كما تقام مسابقة في الرسم لأطفال الجالية الهندية بمصر.
صاحب أول جائزة نوبل في آسيا
روبندرونات طاغور شاعر ومسرحي، ولد عام 1861، في القسم البنغالي من مدينة كالكتا، درس على يد الكاتب العالمي والمسرحي دفيجندرانات، وفي عام 1913 حصل على جائزة نوبل في الأدب، ليكون أول شخصية من آسيا تحصل على هذه الجائزة العالمية عن كتابه “جيتانجالي”.
ويعتبر طاغور مرجعًا للأدباء والشعراء حول العالم، وتتمتع أشعاره وقصصه ومسرحياته وقصصه القصيرة ومقالاته بشعبية كبيرة في الهند، بعد أن حصل على جائزة نوبل. أنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم “فيسفا بهاراتي” أو “الجامعة الهندية للتعليم العالي” في عام 1918 بإقليم شانتي نيكتان.
ثروة أدبية ضخمة
قدم ما يقرب من 30 مسرحية ما بين طويلة وقصيرة، وأكثر من ألف قصيدة شعرية، بالإضافة إلى قصص قصيرة وروايات ومقالات ومحاضرات في السياسة والأدب والدين والتصوف، ولم تتوقف موهبته عند هذا الحد، حيث برع في الرسم، وقدم آلاف اللوحات العبقرية، فضلًا عن الموسيقى، حيث ألف ما يقرب من ألف أغنية، من بينها النشيد الوطني للهند وبنجلاديش.
يمثل طاغور امتدادًا لعائلة عريقة في الأدب الهندي والبنجالي، فجده الأمير دوار كانات من كبار الأدباء ورواد الثقافة والفنون، وتحولت كافة أعماله المسرحية إلى أعمال درامية وأفلام سينمائية، وتم تلحين كلمات أغنياته، وأداء مسرحياته كدراما راقصة.
علاقته بأمير الشعراء
زار طاغور مصر عندما كان شابًّا عام 1878، وجمعته صداقة قوية بأمير الشعراء أحمد شوقي، عندما أصبح شاعرًا وفيلسوفًا، زار مصر مرة أخرى، والتقى حينها بالملك فؤاد، وتفاعل مع الأدباء في القاهرة والإسكندرية عام 1926، وأعجب بالاتجاهات الأدبية وقتها والحركة الفكرية بمصر، وكتب عن العلاقة الجميلة بين نهر النيل العظيم وازدهار الحضارة المصرية.
حصل على العديد من الجوائز، من بينها: وسام الفارس من ملك بريطانيا جورج الخامس، لكنه خلعه عقب مجزرة “أمريتسار” التي قتلت فيها القوات البريطانية أكثر من 400 متظاهر هندي. وكان يقول عن نفسه “ساحطم الحجر، وأنفذ خلال الصخور، وأفيض على الأرض وأملؤها نغمًا. سأنتقل من قمة إلى قمة، ومن تل إلى تل، وأغوص في وادٍ ووادٍ، سأضحك بملء صدري، وأجعل الزمن يسير في ركابي”.
رحيله
في 7 أغسطس عام 1941 توفي طاغور متأثرًا بعملية جراحية فاشلة أجرها في كالكوتا، عن عمر يناهز 80 عامًا، وكان قد أمضى عمره في التنقل ما بين آسيا وأوروبا والأمريكتين، لإلقاء الشعر والمحاضرات والاطلاع على ثقافة الآخرين.
من أشعاره
لِمَ انطفأ المصباح؟
لقد أحطته بمعطفي، ليكون بمنجىً من الريح
ولهذا فقد انطفأ المصباح
لِمَ ذوت الزهرة؟
لقد شددتها إلى قلبي ، في شغف قلق ، ولهذا
فقد ذوت الزهرة
لِمَ نضب النهر؟
لقد وضعت سداً في مجراه لأفيد منه وحدي
ولهذا فقد نضب النهر
لمَ انقطع وتر المعزف ؟
لقد حاولت أن أضرب عليه نغماً أعلى مما تطيقه
قدرته، ولهذا فقد انقطع وتر المعزف
*****************
لما تسمعين الضحكات
ستذكرين دموعي..
ولما ترين الغدر
ستذكرين وفائي..
ولما تشعرين بقسوة البشر
ستذكرين شفقتي
وستبكين
كما بكيت أنا من قبل
وسيغدر بك الزمان
كما غدرت بي
وسيقسو عليك البشر
كما قسوت عليّ
تلك نبوءتي
يا طفلتي المسكينة
فليتها كاذبة
وليتك لا تذكريني
فإن في ذكراي
شقاء وحسرة
The post الاحتفال بالذكرى الـ 156 للفيلسوف والشاعر طاغور appeared first on البديل.