البديل
«بائع متجول» الإيراني يحقق إيرادات كبيرة في السينما العالمية
حصد الفيلم الإيراني “البائع المتجول” إيرادات كبيرة في دور العرض السينمائية بمختلف الدول، فحقق 70 ألف دولار في أول أسبوع من عرضه بدور السينما الأمريكية، وأكثر من مليون و840 دولارا بفرنسا، و23 مليونا و500 ألف دولار في البرتغال، و648 ألف دولار في إيطاليا، وحوالي 160 مليار ريال خلال شهرين من عرضه في إيران.
واختير “البائع المتجول” الذي أنجز العام الماضي، للمخرج أصغر فرهادي وبطولة شهاب حسيني وترانة عليدوستي وبابك كريمي، من قِبَل اللجنة المكلفة ليمثل دولة إيران في حفل جوائز الأوسكار، كما حصل على جائزتين في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، أفضل سيناريو وأفضل ممثل للإيراني شهاب حسيني.
66 عاما على المسرحية الأصلية
الفيلم مأخوذ عن مسرحية موت بائع متجول”Death of a Salesman” للكاتب المسرحي آرثر ميلر، الصادرة عام 1949، وتعد من أكثر المسرحيات الأمريكية شهرة في العالم، ويتم تدريسها بمختلف المناهج العالمية، فتعتبر من المسرحيات الكلاسيكية خلال القرن العشرين، حيث ترجمت إلى أكثر من 20 لغة، وحصلت على جائزة “بوليتزر” في فرع الدراما، وجائزة “دراما كريتيكس آوارد”.
عرف الكاتب آرثر بأسلوبه الذي يجمع بين الواقعية والرمزية في أعماله، وتتناول المسرحية الصراع الأسري المستمر بين الأجيال داخل العائلة الواحدة، وقلة تقدير جيل الشباب لتضحيات الجيل السابق، وما ينتج عنه من تفكك أسري وتباعد وجهات النظر، كما يتناول قضية الفقر والطموح والاستغلال والطمع، وما ينتج من أزمات اجتماعية.
ويعد المخرج أصغر فرهادي، أحد المخرجين البارزين في إيران، وسبق له الحصول على جائزة الأوسكار عام 2012 عن فيلمه “فراق”، كما حصل على جائزة «سيزار» و«الدب الذهبي» من مهرجان برلين، ومرشح للفوز بالأوسكار هذا العام عن فيلمه البائع المتجولthe salesman.
فرهادي مخرج سينمائي وكاتب سيناريو، بدأ العمل السينمائي عام 1986، وقدم ستة أفلام قصيرة، بالإضافة إلى مسلسلين للتليفزيون الإيراني، وكان أول تجربة خاضها في الكتاب فيلم “ارتفاع البريد”، الذي يتناول فكرة اضطهاد العرب بعد حادثة 11 سبتمبر، ويعد الفيلم أحد قامات السينما الإيرانية.
وفى 2003، أخرج فرهادي أول فيلم روائي طويل بعنوان “الرقص مع الغبار”، شارك في مهرجاني “الفجر” و”موسكو” لنفس العام، وفي عام 2004، صدر له “المدينة الجميلة”، يتحدث عن شاب يصدر ضده حكم بالإعدام، وهو لايزال في السادسة عشر من عمره، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز، سواء من مهرجان الفجر السينمائي أو من مهرجان وارسو السينمائي الدولي، كما أخرج “انفصال نادر وسيمين”، الذي حصل على 30 جائزة من مهرجانات متعددة، منها جائزة الأوسكار لأحسن فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2012، بجانب جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويعد أول فيلم إيراني يحصل على الجائزتين.
محاكاة للمجتمع الإيراني
سبق “بائع متجول” العديد من الأفلام التي أخذت عن نفس المسرحية، من بينها “موت بائع متجول” بطولة داستن هوفمان، الذي يبدأ وينتهي بأحداث مطابقة للمسرحية، ويجسد هنا (ويلي) و(ليندا)، (عماد) و(رنا)، وهما زوجان يعيشان فى طهران التي يسكن بها ما يقرب من 20 مليون نسمة.
يعمل الزوج مدرساً في الصباح، وفي المساء يعمل وزوجته فى التمثيل بمسرحية ميلر، وتبدأ أحداث الفيلم بمشهد من مسرحية “موت بائع متجول” للكاتب الأمريكي آرثر ميلر، وهم يؤدون أدوارهم الزوجية، وينتهي الفيلم أيضاً بمشهد من المسرحية وقد تتشابه النهاية، لكن بأحداث وسياق مختلف نوعا ما.
يستيقظ الزوجان “رنا وعماد” على أصوات حفر وتكسير بجوار البناية التي يقطنون بها، وتهتز العمارة ويتصدع الجدار وينشرح الزجاج والجميع يصارع للخروج من العمارة، وبعد أيام يجد عماد سكن على أحد السطوح، ويمضون وقتهم فى التعرف على الجيران الجدد، ويعرفون فيما بعد أن الشقة كان يسكنها قبلهما امرأة سيئة السمعة.
وعندما ذهب عماد إلى العمل ورن الجرس فى المساء، فتحت رنا الباب ودخلت دون النظر إلى الخارج ودخلت لتستحم، ونعرف فيما بعد بأن الذي رن الجرس ليس الزوج لكنه رجل آخر، وعندما يعود (عماد) يجد دماء على السلم والباب مفتوح، ثم ينتقل بنا المخرج إلى المستشفى لمعالجة جرح برأس (رنا) التي تم الاعتداء عليها.
وينتاب الزوج نزعة الانتقام من الشخص الذي يعتدي مصادفة على زوجته بعد انتقالهم إلى الشقة الجديدة، التي كان يسكنها في السابق امرأة سيئة السمعة، أما رانا فأصابتها حالة من الخوف الشديد من كل شيء من دخول الحمام والظلام من تأدية مهام عملها، وحالة الغضب تشتعل داخل زوجها الذي يبحث عن الفاعل.
الفيلم به شيء من الغموض الذي يقود الأحداث التي تتعقد لتنحل جميعاً في آخر نصف ساعة، فهذا أسلوب المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي يتميز به في إخراجه للأحداث التي تدور في إطار والتشويق والإثارة، متناولا قضية العنف والجريمة والعقاب وبعض الموضوعات الأخلاقية.
The post «بائع متجول» الإيراني يحقق إيرادات كبيرة في السينما العالمية appeared first on البديل.