البديل
بعد سرقة «الرفاعي ومتحف الفن».. آثريون: الأمن مشغول بالسياسة
في أقل من شهر، سرق 6 مشكاوات من مسجد الرفاعي و5 لوحات فنية من متحف الفن بدار الأوبرا، الأمر الذي يعكس غياب الأمن بطريقة كبيرة عن الكثير من المواقع الأثرية.
بعض الأثريين أكدوا أن الأجهزة الأمنية باتت مشغولة بملاحقة السياسيين فقط وأهملت جوانب كثيرة من مهامها، على رأسها حفظ التراث المصري من النهب بكل الطرق والأشكال، محملين الحكومة الحالية جزءا كبيرا من الأزمة.
في الأول من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الدولة لشؤون الآثار عن اختفاء 6 مشكاوات أثريّة من أصل 15، من داخل حجرة دفن الملك فؤاد الأول والأميرة فريال، حفيدي الأسرة العلوية، يعود تاريخها إلى عام 1328 هجريا، 1911 ميلاديا، وهي مصنوعة من الزجاج المموه، وعليها رنك “ختم” الخديوي عباس حلمي الثاني، وآية قرآنية بالخط المملوكي، ويصل ارتفاع الواحدة منها إلى 40 سنتيمترا ويبلغ قطرها 17 سنتيمترا.
وشهد يوم الجمعة الماضي واقعة أخرى كانت دار الأوبرا بطلها هذه المرة؛ حيث ألقت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بوزارة الداخلية، القبض على مخرج سينمائي، اتهم بسرقة 5 لوحات فنية من متحف الفن الحديث بأرض المعارض بدار الأوبرا المصرية، واستبدالها بلوحات أخرى مقلدة.
مديرة متحف الفن الحديث قالت إن أحد الأشخاص حضر للمتحف يوم 11 يناير الجاري مدعيًا أنه مخرج سينمائى، وأبلغها بأن لديه خطابا موجها للمتحف، منسوبا صدوره ومزيلا بتوقيع رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، تضمن الخطاب السماح له بتصوير بعض اللوحات الفنية، حيث دخل إحدى القاعات وانصرف في نفس اليوم بعد انتهائه من أعمال التصوير بها، ليكتشف بعد ذلك استبدال اللوحات الأصلية بأخرى مزيفة، وأن الخطاب الذي تسلمته مزور أيضا.
الدكتور محمد الكحلاوي، أمين عام اتحاد الأثريين العرب، وصف الأمر بـ”الكارثة”، محملًا حكومة المهندس شريف إسماعيل المسؤولية؛ لأنها لم تؤد دورها اللازم تجاه حماية هذه الآثار.
وأضاف الكحلاوي لـ”البديل” أن السبب في تفشي هذه الظاهرة عدم محاسبة الجناة فيما سبقها من حوادث، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى تسابق الوزارات في نفض غبار المسؤولية عن كاهلها مثلما فعلت “الآثار والأوقاف” حيال أزمة سرقة الـ6 مشكاوات من مسجد الرفاعي في بداية الشهر الجاري.
وتابع أمين اتحاد الأثريين العرب أن وزير الآثار السابق، زاهي حواس، أعلن أن الآثار المصرية فقدت 30% من آثارها منذ ثورة يناير حتى عام 2015، مشيرًا إلى ارتفاع النسبة حتى العام الجاري إلى 40% عقب حوادث السرقة المتواصلة.
واستطرد الكحلاوي أن الأمن يتحمل مسؤولية كبيرة فيما يحدث، مبينًا أنه طالما يصب اهتمامه على السياسة فقط وملاحقة ممارسيها، ويهمل مهمة الحفاظ على التراث، سيبقى الوضع كما هو، مختتمًا: “آثارنا في خطر”.
أما الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة القاهرة، فقال لـ”البديل” إن سرقة التراث المصري مخطط تنفذه جماعات منظمة موجودة خارج مصر أو داخلها بهدف محو الذاكرة القومية لنا، لافتا إلى وجود بعض القصور من جانب المسؤولين عن حفظ هذا التراث.
وأكد الكسباني أن مسجد الرفاعي الذي شهد سرقة 6 مشكاوات يحرسه خفر بعد الساعة الخامسة يوميًا لايمتلكون أدنى خلفية عن قيمة الأماكن الأثرية التي يتولون حراستها، موضحًا أن الأماكن الأثرية المختلفة بها العديد من الأفراد المسؤولين عن حماية وحفظ التراث بها لكن غياب المتابعة الأمنية يتسبب دائمًا في الجرائم التي تحدث.
The post بعد سرقة «الرفاعي ومتحف الفن».. آثريون: الأمن مشغول بالسياسة appeared first on البديل.