البديل
«انتفاضة الحجارة» في عيون السينما الفلسطينية
في ثلاثينيات القرن الماضي، انطلقت السينما الفلسطينية على يد إبراهيم حسن سرحان، الذي قدم أولى أفلامه، وكان عبارة عن تغطية لزيارة الملك السعودي عبد العزيز آل سعود، سنة 1935 إلى فلسطين، وبعد الاحتلال الإسرائيلي، مرت السينما بعدة مراحل من رفض الاحتلال إلى تكيفها معه ورصدها الواقع الفلسطيني بجميع أشكاله تحت وطأة الاحتلال.
وفي ذكرى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو “انتفاضة الحجارة” كما يطلق عليها، نستعرض الأعمال التي تناولت الانتفاضة بجميع جوانبها وقدمها سينمائيون فلسطينيون، مؤرخين بكاميراتهم أحداث سبقها إرهاصات كثيرة كان منها اجتياح لبنان وحصار بيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 وأدت فى النهاية إلى اندلاع الانتفاضة.
في عام 1988، قدم الثنائي جورج خليفي وزياد فاهوم، فيلم “أطفال الحجارة” وهو أولى الأفلام التي تناولت الانتفاضة الفلسطينية، من خلال رصد حياة مجموعة من الأطفال الفلسطينيين تحت وطأة الانتفاضة والاحتلال، وإطلقا عليها “انتفاضة أطفال الحجارة”، وفي نفس العام، قدم المخرج الفلسطيني ناظم شريدي مسلسل “صيف فلسطيني حار” تناول فيه الدور الكبير الذي لعبه مخيم الدهيشة الواقع بجوار بيت لحم في الانتفاضة والعنف الذي تعرض له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ورصد محمود السوالمه عبر فيلمه “الانتفاضة” ثأثير أحداثها على حياة الناس.
وفي عام 1990، قدم المخرج والمنتج الفلسطيني ميشيل الخليفي فيلم “نشيد الحجر” وهو من نوعية الأفلام الروائية التسجيلية الطويلة، حيث بلغت مدته 105 دقيقة وفيه تناول تجدد قصة حب جمعت بين اثنين ابتعد كل منهما عن الآخر مدة بلغت 18 عامًا، وفي الفيلم يركز خليفي على الواقع اليومي للانتفاضة والأجيال المشاركة في فاعلياتها، وفي نفس العام قدمت المخرجة الفلسطينية لمي المصري فيلمها الوثائقي التسجيلي “أطفال جبل النار” الذي ركزت فيه على مدينة نابلس عاصمة جبل النار ودورها في الانتفاضة، حيث قدمت هذا الفيلم بعد إبعادها القسري عن مدينتها مدة قاربت 14 عامًا، كما تناول المخرج طني قدح في فيلمه “الحرية المسلوبة.. فلسطين المحتلة” الدور الكبير الذي لعبه مخيم الدهيشة الواقع بالقرب من بيت لحم في أحداث الانتفاضة.
وركز المخرج رشيد مشهراوي في فيلمه “دار ودوار” على آثار الانتفاضة على الجانب الاجتماعي، حيث تناول قصة عائلة “أبو أحمد” وهو أب لسبعة أولاد يعيش في غزة ويعمل في تل أبيب، حيث تأتي الانتفاضة ثم حرب الخليج فيفقد الأب عمله ويعود إلي غزة ليقضي أيامه عاطلا عن العمل.
وفي عام 1991، قدم الثلاثي سهير إسماعيل ونزيه دروزة وعبد السلام شحادة فيلم “يوميات فلسطينية” عرضوا صورة حية للواقع الفلسطيني اليومي خلال الانتفاضة من ثلاثة مناطق هي مدينة نابلس، قرية الخضر، مخيم الشابورة في رفح”، كما قدم زياد درويش في نفس العام فيلمه “انتفاضة شعب”.
وفي عام 1992، عاد المخرج رشيد مشهراوي ليقدم فيلما جديدا حمل عنوان “أيام طويلة في غزة” وفيه ركز أيضًا على تأثيرات حرب الخليج ومواكبتها للانتفاضة علي المجتمع الفلسطيني، حيث سلط الضوء في فيلمه على العمال الفلسطينيين، وفي نفس العام قدم زياد درويش فيلمه “بيت ساحور مدينة الصمود” ورصد فيه ما تعرضت له مدينة بيت ساحور من حصار وإغلاق واعتداءات، بسبب دورها الشهير والمعروف في خضم الانتفاضة.
أما المخرج هاني أبو أسعد، فاختار أن يناقش تأثير الانتفاضة على الأطفال عبر فيلمه “بيت من ورق” وفيه رصد هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي لبيت فتى، حيث لم يجد الأخير أمامه سوى أن يستبدل بيته المهدوم ببيت من ورق، طلب فيه المعونة من أصدقائه لتوفير اللازم لبناء بيته، كما تناول جمال ياسين في فيلمه “على حدود الوطن” قضية إبعاد إسرائيل ما يقرب من 400 فلسطيني من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان لمدة عام، بسبب أنشطتهم الجهادية المقاومة.
وفي عام 1993، قدم المخرج حنا مصلح فيلمه “جند الله” الذي تناول فيه حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي نشأت مع الانتفاضة، حيث ركز الفيلم على دور الحركة الكبير في الانتفاضة، إضافة إلى دورها الاجتماعي في مجال الصحة والتربية.
The post «انتفاضة الحجارة» في عيون السينما الفلسطينية appeared first on البديل.