البديل
«جوجل» يحتفي بالفلكي المسلم عبد الرحمن الصوفي
احتفى محرك البحث الشهير جوجل، اليوم الأربعاء، بذكرى مولد العالم الفلكي المسلم عبد الرحمن بن عمر الصوفي، المولود ببلاد فارس يوم 7 ديسمبر عام 903م الموافق 9 محرم عام 291 هـ، الذي ينتمي لمدرسة الباحثين الفلكيين التي نشأت في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي.
ظهرت براعة عبد الرحمن الصوفي الفلكية في عهد الدولة البويهية، ولاقى دعما كبيرا من سلطانها عضد الدولة، بعد أن آمن ببراعته في علم الفك، ما دعاه إلى بناء مرصد خاص له في شيراز لمساعدته في إنجازاته الفلكية.
لعب الصوفي دورًا بارزًا في تصحيح ما وصل إليه علماء اليونان من معلومات في علم الفلك، خصوصًا العالم اليوناني بطليموس، حيث صحح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وكان أول فلكي يَرصد ويُلاحظ تغير ألوان الكواكب وأقدارها، وأول من رسم الحركة الصحيحة تماما للكواكب، وأول من لاحظ وجود مجرة أندروميدا، ووصفها بـ”لطخة سحابية”، وأول من لاحظ وجود سحابتي ماجلان الكبرى والصغرى، كما نجح أيضًا في وصف مواقع كل النجوم وأقدارها، التي كان يصنفها القدماء ضمن ستة أقدار.
ألّف الصوفي العديد من الكتب التي اعتمد عليها علماء الغرب في دراساتهم الفلكية، التي ثبت صحة معلوماتها وأسهمت في إكمالهم الطريق الذي بدأه، ويوجد نسخ منها حتى يومنا هذا في المكتبات العالمية، منها “رسالة العمل بالأسطرلاب”، “كتاب التذكرة”، “كتاب مطارح الشعاعات”، لكن يظل “الكواكب الثابتة” و”الكوكب الثمانية والأربعين” من الكتب التي لها أثري معرفي كبير واستحقت إشادة الغربيين بها.
أما كتاب الكواكب الثابتة، فجمع فيه أكثر من ألف نجم، ورسم أشكال النجوم على صور الأناسي والحيوان، بالإضافة إلى أنه ملأه بالخرائط والصور الملونة وذكر فيه بعض المصطلحات التي لازالت مستعملة حتى يومنا هذا، منها “الدب الأكبر، والدب الأصغر، والحوت، والعقرب”، وهو أول من سجل فيه وجود سحابة من المادة الكونية تعرف الآن باسم “سديم مسييه”، وعن هذا الكتاب قال المؤرخ جورج سارطون، إنه أحد الكتب الرئيسة الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين.
أما في “صور الكواكب الثمانية والأربعين”، راجع النجوم التي وردت في كتاب “المجسطي” لبطليموس بدقة متناهية، وعن هذا الكتاب، قال مترجمه الدنماركي “شيليرب” ممتدحًا عمله: “قد أعطانا الصوفى وصفًا عن السماء المرصعة بالنجوم بصورة أحسن مما توفر من قبل، وقد بقى هذا الوصف لتسعة قرون دون أن يوجد له نظير”.
وتقديرًا لجهوده، فإن الجمعية الفلكية الإيرانية أطلقت منذ عام 2006 مسابقة دولية سنوية للرصد في ذكراه، يشارك فيها عدد كبير جدًا من الراصدين سنويًا تقديرًا لدوره اللذي لعبه في تطوير علم الفلك.
The post «جوجل» يحتفي بالفلكي المسلم عبد الرحمن الصوفي appeared first on البديل.