عثمان البواب وإدرايس السفرجي..هكذا جسد الفن الشخصية النوبية

البديل
عثمان البواب وإدرايس السفرجي..هكذا جسد الفن الشخصية النوبية

انحصر تجسيد الفن للشخصية النوبية على أدوار محددة مثل «الكومبارس والبواب والسفرجي»، وغير تلك الأدوار التي يتم تقديمها بغرض السخرية والفكاهة، في تجاهل تام لحقيقة الشخصية النوبية التي تتسم بالطيبة والكرم، مما يخفي طابعها المميز ورونقها الجميل، ويرسخ صورة متدنية رديئة عن النوبيين في نفوس المصريين.

عثمان البواب

تم إسقاط شخصية عثمان البواب على النوبيين، حيث يتحدث كثيرًا دون فهم، ويتشاجر مع زملائه باللغة النوبية مما يثير ضحك من حوله، ونجد أن الفنان الكبير علي الكسار جسد تلك الشخصية بعد الصد والنجاح الذي حققته شخصية الخادم النوبي على خشبة المسرح، والفنان القدير أحمد ذكي جسدها في فيلم «بين السماء والأرض».

وتكرر مشهد هذا الخادم النوبي في العديد من الأفلام وقدمه ممثلون نوبيون حقيقيون أمثال الفنان محمد كامل، الممثل النوبي، الذي حصرته السينما في أدوار البواب والخادم التي قدمها علي مسرح الريحاني ومسرح رمسيس، لملامحة النوبية واللهجة التي كان يتقنها ببراعة شديدة.

كما قدم الممثل النوبي عبد العزيز سعيد تلك الشخصية في عدد من الأفلام مثل «خاتم سليمان»، بالإضافة إلى الممثل جمعة إدريس الذي جسد دور الخادم في فيلمي «لحن الخلود» و«بلبل افندي».

إدريس السفرجي

السفرجي الصامت ذو البشرة السمراء الذي كان وجوده شائعًا داخل قصور الباشوات قديمًا، حيث تم ربط والذي استنسخ داخل الأفلام الأبيض والأسود، فتجد أن كل نوبي ينحصر دوره بين البواب و السفرجي، ونجد أن الفنان إسماعيل ياسين حاول تقليدهم في فيلم «الفانوس السحري» عندما دهن وجهه باللون الأسود وحاول النطق بكلمات غير مفهومة لتقليد اللغة النوبية، حتى يعيد الفانوس المسروق.

جسد الفنان النوبي هشام أبو سعدة الذي تميز بالمرح وخفة الظل، الشخصية داخل العديد من الأفلام، بالإضافة إلى الفنان محمد كامل والمشهور بشخصيتي عثمان السفرجي وكبريت داخل السينما المصرية.

البربري

اللغة النوبية التي تنطق في جنوب مصر وشمال السودان، لغة تعتمد على الدلالات أكثر من اعتمادها على المعاني، ولا يفهم تلك اللغة بمصر النوبيون أنفسهم، لكنهم أيضًا يتحدثون اللغة العربية؛ بينما لغتهم تستخدم فيما بينهم.

شكولاتة شكولاتة

ونجد أن المرأة النوبية لم تسلم من عنصرية السينما المصرية، حيث ظهرت في دور فتاة سيئة السمعة «فتاة ليل» والتي تظهر مع الفنان محمد هيندي، وتم السخرية من لونها الأسود في بعض العبارات مثل «وبتطفي النور ليه ما انتي مضلمه خلقة» و«أستغفر الله العظيم الولية ماتت من وشك الاسود».

وفي إشادة صريحة ببلاد النوبة، هناك مشهد آخر بفيلم «مافيا» الذي تم تصوير جزء من مشاهده داخل النوبة، يصف الفنان حسين فهمي النوبة بأنها المكان الذي يشعر فيه بالراحة، بينما مشهد آخر للنوبيين متمثل في «التمرجي» الذي يعمل في عيادة بيطرية وقدم العلاج في أحد المشاهد لأحمد رزق.

The post عثمان البواب وإدرايس السفرجي..هكذا جسد الفن الشخصية النوبية appeared first on البديل.