البديل
«عبدالكريم».. الخادم الذي هز عرش بريطانيا

يملتىء التاريخ بالعديد من القصص التي انطوت واندثرت بمرور الأعوام، حتى اعتقد أبطالها أنها اختفت وأصبحت كأن لم تكن، متناسين أن هناك من ينبش دائمًا في الماضي لرصده كما هو ليقدمه للأجيال الحالية، علها تستسقي منه الخبرة التي تضيف الكثير إلى القيمة الإنسانية.
وعلى مر الزمن، حاولت الأسرة الملكية في بريطانيا إخفاء علاقة الملكة فيكتوريا التي حكمت بريطانيا بين عام 1837 حتى وفاتها في العام 1876 مع خادمها الهندي المسلم عبدالكريم، إلى أن قررت الكاتبة شراباني باسو، أن تكتب رواية حملت اسم "فيكتوريا وعبد الكريم: القصة الحقيقية لأقرب مقربي الملكة"، حيث تناولت فيها القصة الحقيقية لعلاقة الملكة بخادمها الهندي.
ومن المقرر تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي للعرض على شاشات السينما خلال عام 2017، حيث ستؤدي الممثلة البريطانية جودي دينش، دور فيكتوريا، أما دور عبد الكريم، فسيقدمه الممثل الهندي علي فضل، وسيخرج العمل ستيفن فريزر.
باسو، كاتبة الرواية، اعتمدت في سردها للأحداث على الأرشيف الملكي، وتحديدًا مذكرات هندوستان، التي كانت تكتبها الملكة الراحلة كل يوم لمدة 13 عاما، والتي ظهر بها مدى أهمية تلك العلاقة، موضحة أن عبد الكريم، جاء إلى بريطانيا من ولاية "أغرا" في الهند كهدية ليكون خادمًا في حفل اليوبيل الذهبي للمكلة فيكوتوريا.
وبعد أقل من عام تمكن عبدالكريم، من السيطرة على عقل الملكة وحل محل حبيبها الراحل جون براون، مرافق الصيد الذي أخرجها من حالة الاكتئاب التي صاحبتها بعد وفاة زوجها، وأصبح كاتم سر الملكة وموضع ثقتها ليخرج من دائرة الخدم إلى دائرة أقرب المقربين منها، حتى أصبح معلم الملكة ومستشارها لشؤون الهند.
ذكرت باسو، أن الخطابات التي كانت تكتبها الملكة فيكتوريا لعبد الكريم خلال الفترة التي عاشها في بريطانيا كانت تستخدم فيها عبارات كـ"أمك المحبة" و"أقرب صديقة لك"، فضلًا عن توقيع بعض خطاباتها لعبدالكريم بقبلات متلاحقة على الورق.
وبفضل العلاقة السابقة، تمكن عبد الكريم، من الوصول إلى منصب السكرتير الفعلي للملكة فيكتوريا، وذلك بالرغم من أن البروتوكولات الملكية تضم منصبا رسميا لسكرتارية الملكة، كما أن نفوذ الخادم الهندي وصل إلى مرحلة أن الملكة أوصت قبل رحيلها بمنحه شرف المشاركة ضمن صفوف النبلاء وكبار رجال الدولة في مراسم دفنها في قلعة "وندسور".
وعن سبب اندثار هذه القصة طول السنوات الماضية، ذكرت كاتبة الرواية أن العائلة الملكية البريطانية محت اسم عبدالكريم من كل كتب التاريخ وحرقت الرسائل وبطاقات المعايدة التي أرسلتها الملكة له، بل منعوه من نشر مذكراته وطردوه من البلاد، إلا أن إخلاصه ووفاءه للمكلة الراحلة جعلاه يمتنع عن الحديث بأي سوء عن عائلتها، حتى بعد أن أهانوه وأرجعوه مرة أخرى إلى الهند، وفضل الصمت والعيش في "أغرا" بهدوء عن مناطحة العائلة.
The post «عبدالكريم».. الخادم الذي هز عرش بريطانيا appeared first on البديل.