Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

اقرأ|«الملك هو الملك» لسعد الله ونوس

$
0
0

البديل
اقرأ| «الملك هو الملك» لسعد الله ونوس

اقرأ| «الملك هو الملك» لسعد الله ونوس

"أعطني رداء وتاجًا، أعطك ملكًا".. ركز الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس، الذي ولد في قرية حصين البحر القريبة من طرطوس عام 1941، وتوفي عام 1997، على هذه الجملة وهذه الفكرة في عمله المسرحي الممتع "الملك هو الملك".

تدور أحداث المسرحية حول ملك مستبد ظالم يجد متاعه ولذته في أنين رعيته وشكايتهم من الفقر والظلم والجهل، فقد خرج مرة هو ووزيره متنكرين لا ليطمئنوا على أحوال الرعية، بل ليسلي الملك نفسه بشكواهم، وفي هذه المرة وجدا مواطنا بسيطا "أبو عزة" يحلم بأن يكون ملكا حتى ينتقم من الشيخ طه، وشهبندر التجار، اللذين كانا سببا في إفلاسه واتجاهه للسكر.

وفي ليلة أخرى ضاق الملك ولم يجد ما يضحكه من مهرجين أو غيره، فتذكر أبا عزة، فقال لوزيره إن هذا المواطن الذي يحلم بالملك هو القادر على أن يضحكنا، فما رأيك لو جعلناه ملكا لوم واحد وننظر ماذا يفعل؟ فرفض الوزير وقال له إن هذا أمر خطر ولا تحمد عقباه، فقال الملك قد قررت، فاذهب وأحضر لنا الثياب، ذهب الوزير ثم بدأ الملك في تنفيذ خطته، فنادى لغلامه ميمون وقال له عندما يأتي الصباح تدلك قدمي بهدوء تام حتى لا أفزع من نومي، فقال له ميمون أمرك مطاع يا مولاي.

ذهب الملك، الذي اختار لنفسه اسم "الحاج مصطفى" ولوزيره اسم "الحاج محمود"، لأبي عزة، فوجداه سكرانا ووجدا زوجته تعنفه، فهي التي تعول البيت وهو لا يجيد غير السكر والحلم بالمُلك، أما عرقوب، غلام أبي عزة، فهو الذي يقرضه المال لأنه يخطط لأن يجبره على زواجه من ابنته عزة، دخل الملك وسأل المرأة عن سبب شجارهما فقالت: أيها الضيف الكريم هذا الرجل خسر ماله بسبب الشيخ طه وشهبندر التجار، ومنذ ذلك الوقت وهو يحلم ولا يعمل وأنا من تعول البيت، ومع ذلك فهو لا يقدر ما نحن فيه فلا يجيد غير شرب الخمر، فلو أني أستطيع أن ألقى الملك، فقال لها الوزير "الحاج محمود": وماذا تقولين له، قالت: أقول له إنه في غفلة وراعيته في ظلم مبين، فإما أن ينظر في أمر رعيته أو يرحل عنهم، فأعطاها الحاج محمود ورقة تحمل ختم الملك، وقال لها غدا تذهبين بهذه الورقة للحرس فسيدخلونك للقاء الملك فأنا أحد أصدقائه.

أخذ الملك ووزيره أبا عزة واتفقا مع عرقوب على أن يكون الوزير، ثم وضعوا أبا عزة في فراش الملك، فاستيقظ على تدليك ميمون ثم سأل عرقوب ما هذا أأنا أحلم؟ فقال له عرقوب يا مولاي أي حلم فأنت الملك، وعلينا الذهاب لأن رعيتك في انتظارك، ذهب أبو عزة، ولم يلحظ أحد أن وجه الملك تغير حتى مقدم الأمن الذي دخل عليه واثقا في نفسه ثم عنفه أبو عزة وأخرجه متوسلا، كل هذا والحاج مصطفى والحاج محمود يشاهدان ما يجري.

تمر الأحداث إلى أن تأتي أم عزة وابنتها للقاء الملك لشكوى الشيخ طه وشهبندر التجار، اللذين أفسدا تجارة زوجها وأعلن إفلاسه بسببهما، ففوجئ الجميع برد الملك ـ الذي كان يود الانتقام منهما ـ إذ قال لها: لعلك تودين أن تثيري الفتنة في رعيتي، الخطأ ليس خطأهما بل خطأ زوجك فهو لم يحترم تجارتهما ومن حقهما الدفاع عنها.

 ودارت الأيام، وتغير الأمر فأصبح الحاج محمود هو الذي يهزي بالملك وأبو عزة هو الملك الفعلي، لكنه أشد قسوة وجورا من الملك الذي قبله.

ما يود أن يقوله الكاتب سعد الله ونوس، هو أن تغيير الأفراد لا يغير الأنظمة، وإنما علينا أن نغير الأنظمة وقواعدها، حتى تتوفر لنا الحياة الآدمية التي هي حق لنا وليست حلما، فالملك مهما تغير يبقى هو الملك بحكمه وجبروته وظلمه، إن لم يذهب النظام من الأساس.

The post اقرأ| «الملك هو الملك» لسعد الله ونوس appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles