البديل
تجارب الأطفال.. عندما كتبوا لأنفسهم
انتشر أدب الطفل بعدما كرس أدباء حول العالم حياتهم للكتابة من أجل الطفل، لكن كيف لو كتب الطفل لنفسه؟ في الفترة الأخيرة ظهر عدد كبير من الأطفال الذين يمتلكون موهبة الكتابة والتأليف ومناقشة قضايا تسبق سنهم، تذهل عندما ترى هؤلاء الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم سنوات معدودة ويتحدثون في موضوعات لم نفكر نحن فيها من قبل.
وهناك مسابقة سنوية من الهيئة المصرية العامة للكتاب، متخصصه في أدب الطفل على مستوى مصر والعالم العربي، إيمانًا منهم بأهمية أدب الطفل الذي يشكل شخصيته، وخلال هذا التقرير نحاول نرصد عدد من تجارب الكتابة التى خطت بأيدي الأطفال..
تنمية بشريةمصطفى عاطف، طالب بالصف الثالث الثانوي، يعتبر أصغر كاتب في مصر، حيث صدر له كتاب بعنوان «ثق بنفسك وانطلق» منذ عامين في 2014، وكان عمره لا يتعدى 16 عامًا، هو كتاب بسيط وتحفيزي ويعد مرجعية للباحثين عن النجاح، كما صدر له كتاب بعنوان «مش مشكلة».
كلمه الدكتور إيهاب فكري، علي ظهر غلاف كتاب «هناك فرق ما بين التعثر والفضل.. فالتعثر هو تأخر الوصول للهدف، بينما الفشل هو التوقف عن المُحاولة، فثق في قدراتك مهما تعثرت وأعلم أنك واصل في يوم من الأيام لا محالة، طالما تعمل وتجتهد، فهذا وعد الله الذي لا يُضيع أجر من أحسن عملًا».
رسائل موجهة
محمود شادي طالب بالصف الثاني الثانوي، يبلغ من العمر 17 عامًا، وقَّع كتابه الأول «على حافة السقوط» خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2016، وكان أصغر كاتب يوقع كتابه داخل المعرض، المدة التي استغرقها شادي فى الانتهاء من الكتاب كانت شهرين، لتبدأ عملية البحث عن دار نشر إلى أن واققت دار «إبداع» على نشر كتاب لطفل صغير.
يحتوي الكتاب على 11 رسالة موجهة؛ الأولى بعنوان «بالأخلاق تحصن»، أما الثانية فكانت «خُذ القدوة»، والثالثة «لا تجعل الغاية تُبرر الوسيلة»، وجاءت العاشرة للشباب «وبالوالدين إحسانًا»، بالإضافة إلى «رسالة مفتوحة» جاءت في أخر الكتاب، لتوّجه نصائح عامة للمجتمع والشباب، ورسالة إلى الرئيس: «إلى سيادة الرئيس، ولا أعني أن أوجه حديثي إلى رئيس معين، أو إلى حتى القادة القائمين على رأس السلطة، بل حديثي لكُل رئيس حالي، وكُل رئيس قادم، لكُل قائد أراد أن يكون أبًّا لأبناء شعبه..».
قصص قصيرة
محمود الخواجة، طالب بالصف الثاني الإعدادي، ولد عام 2001، بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، كان مولعًا بحب القراءة للقصص والروايات، كانت أول تجاربة في الكتابة بعنوان «هامان» التي صدرت في 2014، بدأ فى كتابتها وهو في الصف الخامس الابتدائي، وهي عبارة عن قصة قصيرة عن الوزير هامان، ونشرها على الإنترنت.
لينطلق بعد ذلك في الكتابة، فكتب قصة أخرى «المقبرة» عن شاب توقف قلبه، لكنه عاد حيًّا في قبره، و يدرك مغزى الموت، ثم «الخواجة» هي عبارة عن قصص حول فكرة الموت والحياة، ليبدأ بعد ذلك في أول رواية طويلة له بعنوان «6»، ليكون رصيدًا محمودًا في الكتابة ثلاث قصص ورواية.
صدرت له مؤخرًا رواية جديدة بعنوان «اختلال»، عن دار الرسم بالكلمات، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2015، حيث تشارك روايته في المعرض، وقام بحفل إطلاق لروايته تبعه حفل توقيع للقراء، وتتناول الرواية قصة شخص معقد نفسيًّا، فمنذ البداية يتحدث مع دكتور نفسي وهو لديه عقدة نفسية حيث رأي شيئًا ما منذ طفولته وكبر به، كما يذبح النساء، ثم تبدأ شخصية «حاتم» في الظهور خلال مراحل الرواية، ويخرجه من كل شيء وهي شخصية غريبة؛ لأنها تعرف كل شيء عنه.
أدب فانتازيا
في عام 2014، تصدرت رواية «ماريو» قائمة الأكثر مبيعًا بدار «الحلم» للنشر والتوزيع، وهي رواية لفتاة لا يتعدى عمرها آنذاك 17 عامًا، ندى إبراهيم طلال، طالبة بالثانوية العامة، أصغر روائية تم تكريمها ضمن 150 كاتبة وشاعرة في يوم «الكاتبات المصريات» من العام ذاته.
انتهت ندى من كتابة رواية ماريو، التي تنتمي لأدب الفانتازيا، وهي في عمر عشر سنوات، وحاولت نشرها لكنها لم تستطع وقتها، إلى أن خرجت للنور بعد مرور سبع سنوات، وتحملت أسرتها نشر أول رواية على نفقتهم الخاصة.
The post تجارب الأطفال.. عندما كتبوا لأنفسهم appeared first on البديل.