البديل
«نوليوود» تتفوق على هوليوود بأوجاع القارة السمراء

انتشر مؤخرا فيديو لزيارة مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، داخل أحد استوديوهات نوليوود، ليصرح بعدها بأن "السينما النيجيرية" تحتل المرتبة الثانية عالميا، وجاءت الزيارة على هامش لقاء "مارك" بالرئيس النيجيرى محمدو بوهارى، ونائب الرئيس يمى أوسى نباغو، خلال جولته داخل القارة السمراء.
الكثير لا يعرف أن السينما النيجيرية نوليوود (Nollywood) تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد السينما الأمريكية "هوليوود" وتليهما السينما الهندية "بوليوود" فى المرتبة الثالثة لإنتاجها أكبر عدد من الأفلام سنويا، بينما يعود نجاح الأفلام النيجيرية إلى احتلال المرتبة الثانية بسبب ما تتناوله من معالجة مشاكل وهموم القارة السمراء وبطريقة سهلة وبسيطة، حيث تظهر الأفلام وكأنها معايشة لحياة المواطن الإفريقي.
بداية غزو صناعة السينما حتى الوصل إلى العالمية
تعود بدايات السينما النيجيرية إلى ستينات القرن الماضي، لكن كانت الميزانية أهم عقباتها، حتى تغلبت عليها بالاعتماد على تكنولوجيا التصوير والمونتاج الرقمي، بالإضافة إلى أفلام الفيديو المنزلية التى تشهد رواجا كبيرا في نيجيريا، ومع مطلع التسعينات، بدأ تصاعد وتيرة صناعة السينما بسرعة مذهلة، لتصبح أكبر منافس للسينما الأمريكية.
ويعد فيلم "العيش في عبودية" للمخرج كري أوبي رابو، من الأفلام التى اكتسحت شباك التذاكر وحقق نجاحا غير مسبوق فى نوليوود، ليكون نقلة نوعية فى صناعة السينما النيجيرية للتنطلق إلى العالمية.
أكثر من ألف فيلم سنويا
وتنتج سينما نوليوود ما يقرب من ألفي فيلم سنويا بميزانية متدنية جدا، تتنوع بين الدراما والرومانسية والكوميدية والسحر والشعوذة، ويرتبط نجاحها بالتعايش مع المواطن الإفريقي، ونجحت الأفلام النيجيرية في جذب عدد كبير من المواهب الصاعدة بمجال التمثيل، حيث بلغ عدد العاملين بها 300 ألف شخص، لتصبح من أهم الصناعات الفاعلة في الاقتصاد النيجيري والأكثر توفيرا لفرص العمل.
التصوير خارج الاستوديو
لم تصور الأفلام النيجيرية في أستوديوهات عملاقة مثل هيوليوود وبوليوود، بل يتم تصويرها فى أماكن عامة كالفنادق والبيوت والمكاتب، ويتم تأجيرها من ملاكها الأصليين وتكتب أسماؤهم في تتر الفيلم، فيما يتجه معظم المنتجين إلى تخفيض الميزانية من خلال إنتاج أفلام الميلودراما التي تتناول الحب والنفوذ والخيانة وتذاع على قنوات التليفزيون المحلي خلال الأربع وعشرين ساعة.
معالجة هموم القارة الإفريقية
وتعالج نوليوود كل الموضوعات التي تمس المواطن الإفريقي؛ حيث تتنوع ما بين الرومانسية والبوليسية والكوميدية والاستعراضية والموضوعات الخاصة بالفولكلور الإفريقي والدجل والشعوذة والسحر، ومعظم الأفلام ناطقة باللغة الإنجليزية وبعضها باللغة المحلية، كما تعرف أفلامها بجودتها الفنية.
ميزانية السينما النيجيرية تعادل فيلم واحد في هيولوود
فى عام 2011، قررت الحكومة النيجيرية دعم صناعة الأفلام السينمائية من خلال إنشاء صندوق لدعم "نوليوود"، بلغ حجم 200 مليون دولار، ووفقا للتقارير الصادرة عن السينما النيجيرية، فإنها تنتج ما لايقل عن 3 أفلام يوميا، فيما تقدر ميزانية السينما فى نيجيريا سنويا بـ250 مليون دولار هى ميزانية فيلم واحد فى هوليوود.
أرباح السينما النيجيرية
وبلغت أرباح السينما النيجيرية عام 2014، حوالي 3 مليارات و300 مليون دولار أمريكي، رغم أن تكلفة الفيلم الواحد لا تتعدى 12 ألف دولار.
مهرجانات دولية لـ"نوليوود"
تحظى السينما النيجيرية باهتمام بالغ على مستوى العالم؛ لأنها أكثر دولة منتجه للأفلام في القارة الإفريقية، لذا يتم تخصيص مهرجانات دولية مثل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ومهرجان "قادش" جنوب إسبانيا.
The post «نوليوود» تتفوق على هوليوود بأوجاع القارة السمراء appeared first on البديل.