البديل
بعد إهماله 20 عامًا.. تحويل منزل عبد الناصر بالإسكندرية لمركز ثقافي

في أحد أحياء الإسكندرية الشعبية، وتحديدًا في شارع قنواتي، ذلك الشارع المظلم الضيق الذي لا يتسع سوى لمرور سيارة واحدة، يكمن منزل أسرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي افتتح الأسبوع الماضي كمكتبة ومركز ثقافي.
وافتتح المنزل حلمي النمنم، وزير الثقافة، بعد إغلاقه وإهماله الجسيم على مدار السنوات الماضية، وسط ترحيب من أهالي حي باكوس الكائن به المنزل، وبحضور نجل الرئيس الراحل، عبد الحكيم عبد الناصر، وعدد من الشخصيات العامة بالإسكندرية.
وقال عبد الرحمن الجوهري، نائب رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، ان الافتتاح الشعبي الذي شهدته المكتبة كان أفضل من الافتتاح الرسمي، وهو ما تجلى في استقبال الأهالي للمهندس عبد الحكيم عبد الناصر بالزغاريد والورود، في عدم وجود حراسة، وكانت العلاقة بينهما مباشرة ودون حواجز.
وأشار إلى أن المنزل أصبح منارة ثقافية بمنطقة شعبية تضم حجرات اطلاع ومكتبة وقاعة فنية ومسرحية، والأهم هو أن المنزل تم إحياؤه بعد أن كان أشبه بخرابة، فأصبح مكانًا حيًّا ينطق بالثقافة، وأحيا اسم الزعيم عبد الناصر في المناطق الشعبية التي كان انحيازه لها وللمصريين.
وأكد الجوهري أنه سيكون له دور في إحياء المكتبة، من خلال عقد الفعاليات الثقافية بقاعتها بشكل دوري، وسيكون لهم سلطة إدارتها شعبيًّا من خلال الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الأهلية التي تبدي استعدادها للمشاركة، من خلال التكاتف والتكامل الشعبي، بعيدًا عن المنظومة الرسمية.
واعتبر الجوهري أن حمل المكتبة اسم "مكتبة والد جمال عبد الناصر" من الأمور المستغربة، والتي تحمل سوء تقدير من المسؤولين؛ لأن والده لم يكن له أي دور سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، ولأن المنزل لأسرة الرئيس الراحل، فكان من المفترض أن يطلق عليها اسم "مكتبة منزل عائلة جمال عبد الناصر".
وقالت فاطمة محمد، إحدى قاطنات منطقة باكوس، إن افتتاح منزل ناصر سيضفي المزيد من الأهمية على الحي والشارع تحديدًا، كما أن تخصيصه كمكتبة سيزيد من قيمته التاريخية، خاصة مع التوافد المستمر عليه من المثقفين والشخصيات العامة، كما ستساهم الحركة منه وإليه في إحياء الشارع وإثرائه ثقافيًّا.
وأضاف عباس فؤاد، والذي يقطن في شارع قنواتي منذ 54 عامًا، أن الأهالي كانوا في انتظار تلك الخطوة منذ سنوات، ولكن الأهم من افتتاحه هو الحفاظ عليه من قبل وزارة الثقافة؛ كي لا يعود مرة أخرى إلى ما كان عليه، حيث انتشرت فيه القمامة ومياه الصرف الصحي، ولم يعتدَّ المسؤولين بالشكاوى التي أمطرها قاطنو الشارع.
وأشار إلى أن للمنزل أهمية قصوى، دفعت أهالي الحي إلى متابعة أعمال التطوير بأنفسهم، مناشدًا المسؤولين الاهتمام بالشارع؛ ليليق بقيمة المكتبة ومن تحمل اسمه.
ولفت خميس يوسف عادل، رئيس أمن المكتبة وأحد أهالي باكوس، إلى أن المنزل كان تابعًا للفنون التشكيلية، بعد تحويله إلى متحف يضم مقتنيات جمال عبد الناصر، ولكنها أهملته طيلة 20 عامًا، فتحول إلى مرتع للمدمنين ومتعاطي المخدرات، وتراكمت فيه القمامة، فضلًا عن سرقة محتوياته، كالميداليات والبراويز والكؤوس، وغيرها، وحملت المسؤولية إلى شركة الأمن المكلفة بحراسته، وتم نقل كافة المحتويات بعد ذلك إلى متحف محمد محمود بمنطقة محرم بك.
وأضاف أن الإشراف على المنزل آل إلى صندوق التنمية الثقافية، الذي طوره وافتتحه الاثنين الماضي كمكتبة ومركز ثقافي، بعد ترميمه على الطراز القديم، بتكلفة تزيد على مليون جنيه، مشيرًا إلى أن المكتبة سيتم فتحها للجمهور في ذكرى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والموافقة 28 سبتمبر الجاري، وسيكون مفتوحًا طوال أيام الأسبوع ما عدا الجمعة.
The post بعد إهماله 20 عامًا.. تحويل منزل عبد الناصر بالإسكندرية لمركز ثقافي appeared first on البديل.