Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

العملات الفلسطينية.. الصهاينة يسرقون التراث

$
0
0

البديل
العملات الفلسطينية.. الصهاينة يسرقون التراث

العملات الفلسطينية.. الصهاينة يسرقون التراث

ليس غريبا أن يختفي الجنيه الفلسطيني، فعمليات طمس التاريخ الفلسطيني كانت ومازالت قائمة بهدف تغيير الحقائق التاريخية من أجل سرقة البلاد وما عليها من كنوز أثرية وثقافية وتاريخية.

عرف الفلسطينيون النقود قبل أكثر من 4 آلاف عام منذ وجود الكنعانيين القدامى الذين كانت نقودهم على شكل قضبان وصفائح وحلقات، ثم تطورت بعد ذلك لتصبح بشكل اسطواني متساوٍ تقريبا، واستمر تغيير العملات بحسب الأمم التي تعاقبت على احتلال فلسطين، وظهرت أول صكوك في فلسطين في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وكانت فارسية نتيجة غزو الفرس لفلسطين في تلك الحقبة.

Banknotes-5 (1)

على وجه العملة ظهر نحت للملك الفارسي معتمرا تاجه الملكي ويحمل النبل على كتفه والقوس بيده اليمنى، ويظهر السندان الذي صكت عليه القطع على الوجه الآخر.

وظهرت عملات أخرى في تلك الحقبة نتيجة للعلاقات التجارية ما بين الساحل الفلسطيني وأثينا، حيث ازدهرت التجارة ما بين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد ما أدى لظهور عملات يونانية من الفضة رُسم على وجهها رأس الآلهة "أثينا" ورسم لبومة على الوجه الآخر وخلفها غصن زيتون وهلال.

Banknotes-10 (1)

حتى عام 333 قبل الميلاد، بقيت تلك العملات متداولة في فلسطين، إلى أن احتل الإسكندر المقدوني فلسطين، وصكت نقود بكميات كبيرة في عهده في المدن العربية، وكانت تمتاز بجماليتها وإتقانها، وجه منها كان يحمل رأس أثينا معتمرةً خوذة مزخرفة بثعبان وتنين، ويحمل الوجه الآخر آلهة النصر، وكانت تحمل اسم الإسكندر بالأحرف اللاتينية، كما كانت تحمل أسماءً مثل "تترا دراخما" والتي تعني 3 دراخمات، و"دراخما" واحدة وأيضا "نصف دراخما".

Banknotes-50 (1)

واستمر تغيير العملات، عندما استولى "انطي وخوس" الثالث على فلسطين، حيث ازدهرت العملات الفضية التي تحمل رأس الملك بتاجه الذهبي، ورسما للإله "أبولون" على الوجه الآخر جالسا في المعبد مع اسم الملك ولقبه بالأحرف اللاتينية.

وفي العهد الروماني، حصلت معظم المدن الفلسطينية على أحقية ضرب العملات التي تحمل اسمها، فوجدت قطع نقدية صكت عليها أسماء مدن فلسطينية مثل: صفورية وطبرية وقيسارية وعسقلان وغزة وتل المسخ وعكا واللد وعمواس ويافا وانتيدون ورفح واسدود وبيسان وحيفا ونابلس والقدس "إيليا كابتولينا".

Banknotes-100 (1) (1)

بعد الفتح الإسلامي، عرّب عبد الملك بن مروان النقود، فصار الدينار العربي مرسوما على وجهه الأول صورة للخليفة منتصبا بلباسه العربي قابضا على سيفه، ونقش في الإطار يحمل "بسم الله، لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله"، وعلى الوجه الآخر سارية، والتي تعد تحويرا للشعار البيزنطي الذي كان مستخدما قبل الفتح الإسلامي، ويحمل نقشا في الإطار "بسم الله، ضرب هذا الدينار سنة ست وسبعين".

Banknotes-100 (2)

الانتداب البريطاني

تعددت العملات التي مرت على الفلسطينيين، ففي فترة الحكم العثماني ما قبل عام 1917، كانت العملة العثمانية هي التي يتم تداولها بين الناس، ثم سادت العملة المصرية ما بعد 1918 وحتى 1927، حتى جاءت العملة الفلسطينية بداية من عام 1927 وحتى 1946، ثم عادت العملة المصرية مرة أخرى، وانتشرت العملة الإسرائيلية مع بداية 1956.

وفي العام 1924، أسست سلطات الاحتلال البريطاني نظاما نقديا خاصا بفلسطين، فتم تشكيل لجنة لدراسة الأمر، وضمت اللجنة عددا من مديري المصارف الأجنبية، وعددا من اليهود تختارهم المنظمة الصهيونية، وعربا تعينهم الحكومة البريطانية، ولاقى هذا القرار اعتراضا عربيا، إلا أن المندوب السامي سن قانونا منح فيه الصفة الشرعية لمجلس النقد الفلسطيني الذي عينه وزير المستعمرات، وقام بمنحه سلطة إصدار النقود نيابة عن حكومة فلسطين، وبالرغم من أن القرار كان صادرا من الاحتلال، إلا أن العملة الفلسطينية حملت اسم "الجنيه الفلسطيني" وكتب عليه بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والعبرية، وتم صكه في لندن.

Banknotes-100-j (1)

وكانت النقود التي أصدرها مجلس النقد الفلسطيني فترة الانتداب البريطاني منقسمة إلى قسمين، المعدنية والورقية، كما كانت متعددة الفئات والأشكال والقيمة.

وبحسب المؤرخين الفلسطينيين، فقد كتب على الجنيه الفلسطيني كلمة فلسطين بثلاث لغات، إلا أن الاحتلال كتب بين قوسين باللغة العبرية "ألف ويود" والتي تعني أرض إسرائيل، وعندما اكتشف الفلسطينيون هذه الخدعة قاموا بثورةً سميت بثورة النقود عام 1927.

Banknotes-500

وبحسب  بحوث صدرت عن سلطة النقد الفلسطينية، فإن إجمالي النقد من الجنيه الفلسطيني الذي كان متداولا في فلسطين حتى عام 1948 قد بلغ 52.6 مليون جنيه فلسطيني، بينما بلغ إجمالي النقد داخل وخارج فلسطين 96 مليون جنيها فلسطينيا، لم يتبقى منه الآن سوى القليل الذي يعد كتحف أثرية، لكنها على الرغم من ذلك، مازالت تحقق مبالغ كبيرةً في حال وجودها وعرضها للبيع.

coin-1

ويقول الخبير المالي عاطف علاونة، إن العملات الفلسطينية الأصلية لا تتواجد الآن إلا بشكل نادر، مشيرا إلى أن احتياط الأموال من الجنيه الفلسطيني كان موجودا في البنك المركزي البريطاني، الذي كان بصفته مسؤولا عن هذه الأموال وحجمها الحقيقي حتى عام 1948.

الشيكل وسرقة التراث

يستخدم الفلسطينيون الآن العملة الإسرائيلية "الشيكل"، والتي ظهرت على أنها عملة إسرائيل الجديدة، لكنها في حقيقة الأمر عملة كنعانية فلسطينية الأصل تمت سرقتها مع الكثير من مظاهر التراث الفلسطيني لتتحول إلى إسرائيلية.

coin-5 (1)

والشيكل  كلمة كنعانية، استخدمتها المنظمة الصهيونية في المؤتمر الصهيوني الأول في بال السويسرية، وبالاطلاع على كتب التاريخ، فإن كلمة الشيكل لا تمت للوجود اليهودي بالمرة.

ويقول البروفيسور في الأدب والتاريخ الفلسطيني محمد البوجي، إن الأمثلة كثيرة على سرقة إسرائيل للتراث الفلسطيني، فعملة الشيكل هي بالأصل وحدة قياس وزن فلسطينية، والتي تسمى "الشقلة"، وهي أصغر وحدة وزن، وقام الإسرائيليون بسرقة الاسم وسموه لعملتهم عام 1980.

coin-2

ويضيف: إن الرسومات الموجودة على العملة الإسرائيلية تدل على عنصرية الفكر اليهودي الذي يسعى للاستيلاء على الأراضي العربية من النيل إلى الفرات، وقبل أكثر من 20 عاما، رسموا على العملة المعدنية خريطة "إسرائيل الكبرى" والتي تمتد من العراق إلى النيل، إلا أن وفدا فلسطينيا مفاوضا دلل على عنصريتها ونيتها التوسعية في مؤتمر في مدينة مدريد الإسبانية.

coin-5 (2) coin-10 coin-20 coin-100

The post العملات الفلسطينية.. الصهاينة يسرقون التراث appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles