قصيدة وشاعر|«ما ضمَّ بيتُ» لمحمود موزة

البديل
قصيدة وشاعر| «ما ضمَّ بيتُ» لمحمود موزة

قصيدة للشاعر السوري محمود موزة، الذي أصبح نابضًا بالشعر في ألفاظ سهلة بسيطة، يفيض الحب في أركانها. تخرج "موزة" في جامعة دمشق عام 2000، وهو مواليد عام 1974.

بنيتُ لها بعيني مابنيتُ

ونرجسها بدمعي قد سقيتُ

رماني طرفُها من كلِّ قوسٍ

وأعمتني السهامُ فما رأيتُ

وما مثلُ العيونِ وجدتُ خصمًا

إذا دَكَّتْ حُصوني ما اهتديتُ

فلا بالنصر قد ظفرتْ خيولي

ولا من جور سلطتها احتميتُ

ولولا أنَّ طرفَ الحبِّ أعمى

لما واسيتُه وبه مشيتُ

إذا ماقالتِ العينان هيَّا

تَبعتُ رِكَابها ثم امتطيتُ

وإنْ جمحتْ بنصفِ الدربِ تيها

فرشتُ الصبرَ ثم له أويتُ

وساءلتُ الرموش إلامَ صبري

فتَابَعَتِ المسيرَ وقد عفوتُ

وروحٍ ساقني قدري إليها

كماء النبع صفوًا.. فاستقيتُ

فظلَّ الكأسُ في يدها لَعوبًا

ومن أثرِ الترددِ قد جَنيتُ

نعم لا لا نعم لا لا نعم لا

فما هَجرَتْ ولا منها ارتويتُ

دنتْ مني وغابتْ ثم عادتْ

كعصفورٍ تخبَّطَ إذ دنوتُ

فقلتُ لها وخفْقي في دموعي

كأنَّ القلب في عينيْ حويتُ

أتخشين الرقادَ بتختِ عيني

وقصركِ من رموشي قد بنيتُ

حبيبة عمري المحزونِ إني

إذا أسكرتِ لي عمري صحوتُ

وإنْ ضحكتْ عيونكِ يا ملاكي

ستجعلني بموتي لا أموتُ

خذيني نحو آفاقِ الثريا

فإني شاعر ما ضمَّ بيتُ

وأنتِ الشعر بيتٌ ضمَّ بيتًا

فضميني إليكِ فقد هَوَيتُ

وحينَ الصدُّ أدمى كبريائي

وأغوى مقلتي حتى بكيتُ

صفعت الشوق حتى قال عذرًا

ذراعُ تعلُّقي كَرْهًا لويتُ

وقلت لناظري إنْ كنتَ مني

فهدِّمْ ما بحيِّكَ قد بَنيتُ

ولمَّا مُدْبِرًا ولَّيتُ ظهري

وهمَّتْ خطوتي وبها مشيتُ

نداءٌ هزَّني.. تفديكَ روحي

فليسَ لوصلِ مثلكَ قد أبيتُ

ولكنَّ الأنوثةَ في دمائي

تقولُ تماسكي.. حتى شقيتُ

ونحن الغالياتُ إذا عشقنا

كتمنا الشوق حتى قيل مَيْتُ

فهل ترضى شقائي بابتعادٍ

وأقسمُ غير قلبك ما ارتضيتُ

فلا والله لا نامتْ عيوني

إذا مالتْ لغيركَ أو غَوَيتُ

ألا فارجع إليَّ وكنْ أميري

وأغْدو تاجَ عرشِكَ ماحييتُ

فعدتُ وخافقي يحتلُّ عقلي

وجمَّعَ بيننا خبزٌ وزيتُ

The post قصيدة وشاعر| «ما ضمَّ بيتُ» لمحمود موزة appeared first on البديل.