البديل
رغم الأزمات.. أهالي غزة يبتهجون باستقبال رمضان

العادات المتوارثة تصنع البهجة العامة للمناسبات الدينية والاجتماعية بالنسبة للفلسطينيين، فهم يمتلكون بعض العادات التي تناقلتوها جيلًا بعد جيل، حتى صارت اليوم جزءًا لا ينفصل عن مناسبات دينية عظيمة، مثل شهر رمضان المبارك، حيث يحتفل به الفلسطينيون بطريقتهم التي تشابه بعض الدول الإسلامية العربية الأخرى، إلَّا أنهم يتركون طابع عاداتهم الذي ينفردون به، سواء بالشعائر أو الإفطار الجماعي، أو الزيارات وتزيين الحارات والمدن، وبالطبع انتشار الأعمال الخيرية في هذا الشهر بشكل كبير بين الناس، والتي تعزز النسيج الاجتماعي.
وبدأ أهالي قطاع غزة تزيين الشوارع، وعرض البضائع التي لا غنى لأي عائلة فلسطينية عنها في رمضان، كقمر الدين، وأنواع متعددة من الأجبان والألبان والحلويات، التي يشتهر قطاع غزة بها، وأهمها القطايف، أحد أشهر الحلويات التي تظهر في شهر رمضان، إضافة لفرحة غامرة بين الأطفال الذين أقبلوا على شراء فوانيس رمضان؛ استعدادًا لاستقبال الشهر الفضيل.

تحدثت «البديل» مع عدد من الأهالي عن أهم ما يميز هذا الشهر لديهم، وكانت لكل عائلة عاداتها التي تميزها وتميز هذا الشهر الفضيل من العام. الصياد أبو خالد يستقبل رمضان مع عائلته بإفطار أول أيامه على شاطئ البحر، بعد انتهائه من جولة الصيد. ويقول أبو خالد إنه يستقبل شهر رمضان منذ أكثر من 15 عامًا بهذه الطريقة. أما زوجته أم خالد، فأكدت أن تجمع العائلة على مائدة الإفطار أكثر ما يشعرها بالبهجة، خاصة أنها تقرب أفراد العائلة وتلم شملهم بحضور المتزوجين منهم، إذ يجتمعون يوميًّا للإفطار معًا طيلة الشهر.
أما أبو زايد فيستثمر هذا الشهر في صلة الأرحام، حيث يزور وزوجته جميع الأقارب طوال الشهر؛ مما يزيد من الروابط الأسرية.
من جانب آخر، فإن التجار في قطاع غزة بدءوا عرض السلع الخاصة بشهر رمضان، خصوصًا الألعاب التي تجذب الأطفال، ويتمنى التجار أن يجلب الأهالي أبناءهم معهم؛ ليضغطوا على آبائهم لشراء بعض الألعاب، لا أن يكون هذا الشهر كسابقه، حيث شهد رمضان الماضي أزمات اقتصادية، جعلت التجار يواجهون خسائر كبيرة.

ويخشى التجار من تكبد نفس الخسائر نتيجة الوضع المتردي لسكان قطاع غزة، إضافة لمخاوف من شح بعض المواد كالتمر، الذي شهد خلال الأيام الماضية ارتفاعًا طفيفًا في سعره بمقدار 5 شواكل، إذ إن الكمية المتوفرة في القطاع قد لا تكفي لشهر رمضان كاملًا، بحسب التجار؛ بسبب إغلاق المعابر، الذي يحد من استيراد أنواع التمور المختلفة، وهو جعل التجار يحتفظون بها في الثلاجات لفترات طويلة، وأدى إلى ارتفاع سعرها.
وينتظر أهالي القطاع من تجار ومستهلكين وباعة وموظفين حلول الشهر، الذي من المتوقع أن يكون غدًا أول أيامه، لما فيه من خير وبركة على الجميع، متمنين أن يكون شهر الخير للشعب الفلسطيني وإنهاء انقسامه.

The post رغم الأزمات.. أهالي غزة يبتهجون باستقبال رمضان appeared first on البديل.