البديل
«سامر» تعيد الحياة السينمائية إلى قطاع غزة
تعتبر دور العرض السينمائية بمثابة حلم بعيد المنال لفلسطيني غزة، فخرجت دعوات كثيرة من قبل الشباب والمثقفين والمخرجين تطالب بإعادة افتتاح قاعات السينما التي مر على إغلاقها أكثر من 20 عامًا منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى وعدم استقرار الأوضاع الأمنية بالقطاع التي تسببت في غلق أبواب السينما.
الروح تدب في القطاع
في مطلع الأسبوع الجاري، فتحت أقدم دور العرض السينمائية وتدعى «سامر» أبوابها أمام جمهور غزة، بعد انقطاع دام 30 عامًا، وعرضت فيلما يتناول حياة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (الأسري).
كان الإقبال تاريخي على دار “سامر” وسط فرحة وسعادة كبيرة من أهالي غزة، ووفقًا لصحيفة «جارديان» البريطانية، حضر ما يقرب من 300 شخص من النساء والرجال، رغم صعوبة الطقس الحار والرطوبة المرتفعة وعدم وجود أجهزة تكييف في القاعة، إلا أن محبي السينما لم ينتبهوا لها، فقط ما أرادوه، التنفيس عن روحهم من ضيق الحصار وصعوبة الحياة، فوحده الفن قادر على عودة الروح إلى الجسد.
خلال افتتاح العرض، عبر المخرج علاء العالول، عن سعادته بالفيلم الذي يعرض في أقدم دار بقطاع غزة، قائلا: الفيلم يعد أول عمل درامي سينمائي بإنتاج خاص حتى نؤكد على ضرورة عودة السينما.
قصص إنسانية حول الأسرى
تناول الفيلم حياة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من الجانب الإنساني بعيدًا عن الجانب السياسي، شارحًا ما يتعرضون له من اعتداءات وتعذيب، متطرقًا إلى الصراع العربي الفلسطيني ومطالبة الشعب الفلسطيني بحقوقه، وحمل الفيلم اسم “عشرة سنين” وتم تصوير أحداثه في عدد من الأماكن بقطاع غزة، وتولّى إخراجه علاء العالول، من إنتاج شركة كونتينيو برودكشن فيلمز.
تصريح “حماس“
ويستوجب قبل فتح دار سينما أو عرض فيلم، الحصول على التصريح من حركة حماس، حيث أكدت الشركة المنتجة لـ”عشرة سنين” حصولها على تصريح من حركة حماس، التي اشترطت الفصل بين الرجال والنساء من الحضور.
ودائمًا ما تخرج حركة حماس لتقول بأنها لا تمنع إعادة فتح قاعات السينما، لكنها فقط تشدد على ضرورة أن تكون الأفلام المعروض من النوعية المحافظة ولا تتعارض من الدين الإسلامي، وفقًا تصريحات المتحدثين بالحركة.
حرق دور العرض
وتعد “سامر” أول سينما تأسست بقطاع غزة، يعود تاريخها إلى عام 1944 على يد رشاد الشوا، رئيس بلدية غزة، وكانت الأفلام المصرية أول ما عرضت بالدور العرض هناك، وتوالى افتتاح دور عرض أخرى في غزة مع مطلع السبعينيات، أبرزهم “النصر، السلام، عامر، الجلاء، صابرين”، لكن مع الانتفاضة الأولى 1987، أغلقت السينمات حتى عادت للحياة مرة أخرى عام 1994، بعد توقيع اتفاقية سلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل المعروف باسم “أوسلو”، وتم افتتاح دور السينما.
وبعد مرور عامين، حرق مجموعة من أنصار حركة حماس دور العرض السينمائية عام 1996، على إثرها وقعت اشتباكات دامية بينهم وبين السلطة الفلسطينية، أسفرت عن خسائر فادحه وحرق دور العرض بأكملها وتحولت إلى خراب؛ فقط حطام وسواد وأشرطة فارغة، واتخذها الخارجين على القانون مكاننًا لهم.
محاولات رغم الحصار
ورغم الأزمات والحصار، إلا أن الشباب والمثقفين ومحبي السينما لا يستسلمون ويبحثون عن فرصة للتعبير عن ذاتهم بإنتاج الأفلام المستقلة، وهناك عدد من المراكز الثقافية والأهلية تعرض الأفلام الأجنبية، بالإضافة إلى تأسيس “نادي السينما” التابع لديوان غزة، وهو تجمع شبابي يستهدف التشجيع على القراءة في فلسطين، وتتسع نشاطاته لتصل إلى حدود السينما، كما يوفر المركز الثقافي الفرنسي في غزة مكاناً لعرض الأفلام الفلسطينية والعالمية.
The post «سامر» تعيد الحياة السينمائية إلى قطاع غزة appeared first on البديل.