Quantcast
Channel: ثقافات –البديل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

السينما الغربية.. أداة تشويه تاريخ العرب والمسلمين

$
0
0

البديل
السينما الغربية.. أداة تشويه تاريخ العرب والمسلمين

تعد السينما الأمريكية سلاحا ناعما تصوبه في وجه خصومها أو من يشكل خطرا عليها سواء من قريب أو من بعيد، لتبرر لجمهورها العالمي، أن اعتداءاتها على الشعوب الأخرى لحمايتهم أولا.

عندما كانت الولايات المتحدة في حالة عداء مع الاتحاد السوفيتي، كانت الأفلام المصنوعة آنذاك تسلط الضوء عليه، وتشوه  تاريخه وثقافته  بإنتاج أفلام معادية تعبئ الشعب الأمريكي بالأفكار المغلوطة.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ابتدعت الولايات المتحدة عدوا جديدا لها، المهم أن تبقى في حالة حرب مستمرة تمكنها من بسط سيطرتها على المناطق الأخرى والاستفادة من مصادرها لتقوية اقتصادها.

لذلك اتخذت هوليود وهي أضخم شركة أمريكية في العالم للإنتاج السينمائي، والتي تدار بأموال اليهود هناك، من العرب والمسلمين على وجه الخصوص عدوا أولا لها في أعمالها السينمائية، واستطاعت من خلال أفلامها السينمائية والوثائقية أن تقلب حقائق عربية وإسلامية واضحة، وتشوهها ليس لشعوبهم فقط، بل للجمهور العالمي الذي يشاهد ويتابع هذه الأعمال، وكان التركز على الحقائق والأحداث التي تعد محرجة للغرب، خصوصا أن المسلمين سيطروا على العالم في حقب تايخية مختلفة.

إحصائية شبه سرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية حول الأقمار الصناعية التي تبث قنوات تلفزيونية للعالم، حصدت أكثر من 700 قناة تبث من 17 قمرا صناعيا مختلفا وموجهة لما يقارب 200 مليون عربي ومسلم حول العالم، معظمها قنوات فاضحة تهتم بتشويه صورة المسلم والعربي بشكل رئيسي.

هنا، نسلط الضوء على أهم ما تم تزويره وتشويهه في التاريخ الإسلامي والعربي، ونذكر أسباب ودوافع هذا التشويه المتعمد والتي قد تخفى على الكثير.

The water diviner:فيلم عراف الماء

من بطولة راسل كرو، الفيلم يتحدث بشكل واضح عن معركة غاليبولي التي وقعت في اسطنبول عام  1915 في أواخر الدولة العثمانية، وهي كانت آخر انتصارات العثمانيين أيضا، وبالمناسبة، تعد هذه المعركة من أكثر المعارك إحراجا للتاريخ الإنجليزي.

حقيقة المعركة أن بريطانيا، وفرنسا، ونيوزيلندا، واستراليا، جاؤوا لاحتلال اسطنبول بحرا بأساطيلهم الجرارة، فواجههم المسلمون وألحقوا بهم هزيمة قوية، بعد معركة ضارية، كانت نهايتها أن عادت أساطيل الدول الأربعة مهزومة.

الفيلم يصور عكس ذلك تماما، حيث وصل الإنجليز لقلب اسطنبول، واحتلوها، واستعبدوا أهلها، ويأتي راسيل كرو لاسطنبول للبحث عن جثث أبنائه داخل اسطنبول، التي لم تطأها قدم إنجليزي في ذلك الوقت، وفوق هذا يساعده ضابط عثماني!

جاك شاهين، ناقد أمريكي من أصول عربية لبنانية، وله مؤلفات ودراسات عديدة كشف من خلالها كيف تشوه هوليود والسينما الأمريكية تاريخ العرب والمسلمين، واحدة من أهم الدراسات التي نشرت عام 1997، تتحدث عن التصور النمطي الشائع عن المسلمين في الثقافة الأمريكية، والتي يثبت فيها شاهين أن السينما الأمريكية وحدها في الفترة ما بين 1986-1995 كانت تعرض أسبوعيا ما لا يقل عن 20 فيلما مسيئا للعرب والمسلمين، كذلك تم عرض أكثر من 150 فيلما لا علاقة لهم بالعرب أو المسلمين أو حتى الشرق الأوسط، إلا أنها كانت تحتوي مشاهد بحسب ما وصفها شاهين، لا تمت للفيلم بأي صلة، تسيء للعرب والمسلمين بشكل مباشر، كأنها موضوعة لنفس الهدف وبشكل غير متناسق مع أجواء الفيلم.

دراسة أخرى قام بها شاهين وتعد أهم وأشمل من سابقتها، نشرها في كتابه “العرب الأشرار في السينما الأمريكية.. كيف تشوه هوليود أمة؟”.

هذه الدراسة النادرة في العالم العربي، أخذت من كاتبها أكثر من 20 عاما، في دراسة وتحليل ونقد لمضمون 900 فيلم سينمائي تسجيلي ووثائقي وروائي أمريكي وغربي أنتجتها هوليود، تتناول العربي والمسلم بصورة سلبية ومعكوسة، وصدقتها الشعوب الغربية، وللأسف نسبة كبيرة من الشعوب العربية نفسها.

باختصار شديد، عمل شاهين على إظهار الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين من خلال عرض الصورة التي تتناولها أفلام هوليود، ومن ثم عرض الصورة الحقيقية للعربي، وكشف التناقض الرهيب بينهما.

وخلص في دراسته إلى أن الصورة التي رسختها السينما الغربية هي أن تكون عربيا، يعني أن تكون مسلما، وأن تكون مسلما، يعني أن تكون إرهابيا، وزير نساء، ومتخلف.

في الحقيقة، ليست السينما فقط وإن كنا نتحدث عن التشويه الغربي المتعمد للثقافة والتاريخ الإسلامي والعربي، بل الأمر يطال الأدب والمناهج الدراسية التي اعترض عليها الطلاب المسلمون في فرنسا باعتصامات ضد مناهجهم التي تسيئ للإسلام والعرب، وحتى المستشرقين الذين ذكرهم المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق وأوضح دورهم الكبير في تشويه صورة العربي والمسلم، والذي دفع محرر الملحق الأدبي لصحيفة التايمز البريطانية روبرت جراهام لمحاولة إبعاد هذه التهمة عن الغرب، لكنه في نهاية الأمر أقر بقيام عدد من المستشرقين بتشويه صورة الإسلام والعرب.

وأما بالنسبة للأدب، فكتب أدبية كثيرة تخصصت في الإساءة للإسلام وللعرب بشكل عام، حقيبة طبيب الغابة لبول هواين، وقصائد أغنية رولاند وهي أقدم مجموعة شعرية فرنسية، وصولا للقرن التاسع عشر حيث نشر جورج بوش أحد أجداد الرئيس جروج بوش الأب والابن كتابا عن حياة محمد مؤسس الإسلام وامبراطورية العرب، وكان يشير للعرب والمسلمين بلفظ الجراد.

هوليود والنفوذ اليهودي

المؤلف اليهودي نيل جابلر يشرح في كتابه (إمبراطورية ملكا لهم)، الذي نشر عام 1988، كيف يسيطر اليهود على السينما من خلال أموالهم وتأسيس أضخم ستوديوهات  مثل (كولومبيا – متروجولدن ماير، ورانر برازرس، وبارامونت يونفيرسال، وفوكس)، غالبية الأفلام التي نشاهدها صنعت في إحدى هذه الاستوديوهات.

جابلر يحكي في كتابه أن السينما الأمريكية تأسست وإديرت بواسطة اليهود القادمين من شرق أوروبا، وبمجرد انطلاقها، توافد الكتاب اليهود إليها، وبناءً على المعلومات التي ذكرها جابلر في كتابه، فإن المعاملات القانونية وإدارة الاستوديوهات واكتشاف المواهب وحتى الرعاية الطبية يتولاها اليهود.

السيطرة الكاملة لليهود على السينما الأمريكية، لم تثير العرب، ولم تحفزهم على صناعة سينما مضادة ، بل أغضبت صناع السينما الأمريكية نفسهم، عندما وجدوا أنه يتم اقصائهم شيئا فشيا، ليسيطر اليهود بدلا منهم على المشهد السينمائي ويتم تعبئته بالفكر والسياسة التي يرتأيها اللولبي الصهيوني.

وكانت هناك أصوات أمريكية قليلة ناقدة لهذا الأمر كالكاتب سكوت فيتسجيرالد، الذي قال عن هوليود إنها “مأساة لغير اليهود”.

كذلك رجل الأعمال والصناعة هنري فورد الذي عبر عن استنكاره في صحيفة الإندبندنت قائلا إن سيطرة اليهود على صناعة السينما ستترك أثرا قويا على العالم وستصبح لدينا مشكلة في السينما لم تظهر بعد للعيان.

قال فورد كلامه عام 1921، الآن وقد وصلنا لـ2017، فإن الأثر الذي تحدث عنه قد ظهر بشكل واضح.

أما عصبة الدفاع المسيحية الأمريكية، فقد خصصت عدد سبتبمر للعام 2000 للحديث عن مخاطر سيطرة اليهود على السينما والإعلام الأمريكي، وأصدرت دراسات عديدة حول الضرر الذي سيواجه العالم  إذا استمرت السينما تصدر أفكار اليهود في إنتاجها.

بعد سيطرة اليهود بالكامل على السينما الأمريكية، انهالت الأفلام التي تقز م العربي وتشوه تاريخ المسلمين وتستحقرهم في إنتاجاتها، والأمثلة كثيرة.

ولم يقتصر تشويه صورة العرب والمسلمين على السينما الأمريكية فحسب، فالسينما الإيطالية ومخرجوها تناولوا العرب في أفلامهم بشكل سيء للغاية، حتى أن بعض المخرجين الإيطاليين، أخرجوا أفلاما عربية مصرية، شوهت التاريخ بشكل واضح، مثل فيلم وا اسلاماه الذي صنع في مصر، على يد المخرجيّن أندرو مارتن وانريكو بومبة، وبالفعل كان الفيلم بومبة من حيث تحويل الأحداث التاريخية واقتصاره على قصة غرامية، مع انكار الدور الهام لشجرة الدر مثلا في موقعة المنصورية عندما أخفت خبر وفاة زوجها السلطان الأيوبي حتى لا يتأثر الجند الذين كانوا يواجهون الحملة الصليبية السابعة على مصر بالأمر.

ومن الأفلام الإيطالية أيضا والتي أنتجتها شركة فوكس للإنتاج، تاجر الحجارة الذي يربط بشكل مباشر بين الإسلام والتخلف والإرهاب، كذلك فيلم اربيسك الذي يصور العربي على أنه يهب زوجته للضيف في أول أيامه من باب الكرم.

وبالطبع، فإن الإساءة ليست عامة، بل تتخصص في الأسماء والشخصيات الإسلامية أيضا والعربية،  فمن ينكر دور السلطان سليمان القانوني في تعزيز الحضارة الإسلامية، وتوسيع حدود الدولة الإسلامية في عصره إلى أقصى ما وصلت له، ويذكر أن قرية هولندية استعانت به مرة في التصدي للاحتلال الإسباني، فقام بإرسال عدد من لباس الجند لهم، وقال لهم أن يرتدوها جنود الصفوف الأمامية، ولم تستطع ولم تجرؤ القوات الإسبانية على مهاجمة تلك القرية.

بالطبع أنكر المسلسل الذي تحدث عنه كل هذه الحقائق واقتصر على “حريم السلطان” الذي قال عنه المؤرخ الألماني هالمر، لقد كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه، وكذلك قال المؤرخ الإنجليزي هاولد ديكوت أن موته واحدا من أعياد النصارى.

إن الغزو الفكري يحدث لنا بشكل تلقائي ودون دراية به، فشاشات التلفاز في بيوتنا أكثر الوسائل خطرا على الأجيال الناشئة إذا لم يتم متابعتها بشكل صحيح بجانب شبكة الإنترنت التي تورد الأفكار الغربية وتتجاهل تاريخ الحضارة العربية رغم عظمتها وعراقتها.

تاريخنا الذي يظهر في السينما الغربية مغلوط، ومقصود تزويره، وإذا تلقيناه دون علم بحقيقته فإن الكثير سيصدقه وربما سيخجل الكثير منا من تاريخه الذي يسمعه من الغرب.

The post السينما الغربية.. أداة تشويه تاريخ العرب والمسلمين appeared first on البديل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1591

Trending Articles