البديل
لوحات فنية تجسد النكبة وترصد معاناة الشعب الفلسطيني
لوحات فنية بألوان باهتة جسدت نكبة فلسطين، وكشفت عن عمق المعاناة التي لا تزال تحرق قلوبهم حتى الآن. قد تكون تلك الرسومات توثيقًا لما مروا به من مجازر وحروب وتهجير وظلم وقهر، فدائمًا ما تكون الفرشاة والألوان سلاح الفنان ووسيلة للتعبير عن اعتراضه على ما يجري حوله، والتعبير عن الحزن والحسرة.
قبل 69 عامًا، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتشريد عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني. ما يقرب من 750 ألف شخص تم تحويلهم إلى لاجئين، وذلك لإقامة دولة العدو الصهيوني إسرائيل، ومن هنا كانت بداية النكبة الفلسطينية، مأساة دمرت 500 قرية فتعرض الأهالي للتشريد والعصابات المسلحة وأعمال النهب.
في محاولة منهم لتدمير الهوية الفلسطينية ومحو اسمها من الخريطة الجغرافية للعالم، أعوام وراء أعوام ولا تزال القضية الفلسطينية مفتوحة على مائدة مستديرة دون حل ملموس على أرض الواقع. فقط من يدفع الثمن هو المواطن الفلسطيني الذي سلبت أرضه وحريته، وحرم من أن يعيش حياة آدمية بعيدة عن الحروب.
لم يفقد الفلسطينيون حماسهم ونضالهم حتى الآن؛ فلا يزالون يعبرون عن رفض احتلال بلدهم من خلال الشعر والرسم والغناء والأدب والأفلام والسياسة، وهناك عدد كبير من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عبروا عن النكبة من خلال لوحات فنية تعكس مدى المعاناة وآلام التهجير وترك بيوتهم ووطنهم وأهاليهم الذين راحت أرواحهم من أجل الأرض.
“إلى أين..”
رسم للفنان التشكيلي إسماعيل شموط، هو أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، وأحد شخصياته الهامة، يراه البعض مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني، رسمة في الخمسينيات في أعقاب النكبة بعنوان “إلى أين” تكشف عن الضياع وقلة الحيلة وألم التهجير..
وتوضح الصورة: أب قوي البنيان يحمل ابنه الصغير فوق كتفه، وينظر إلى الأمام ولكن الصورة تقف عند نظرته بلا أحلام، فلا يوجد أمامه شيء ينتظره، ومن خلفه الأرض التي خرج منها رغما عنه، وسماء بألوان باهتة حزينة على ما حلّ بهم، وطفلان يمسكان فى الأب وينظران إليه في خوف ورهبة شديدة، وهم يسيرون إلى المجهول، ويظهر هنا التناقض: الأب القوي الذي يحمل في يده عكازًا ليتعجز عليه بعد أن قلت حيلته، فهم ذاهبون إلى المجهول.
“التغريبة الفلسطينية”
هي صورة تعكس مشهد التهجير، فالجميع خرج من بيته ليس معه شيء ومن خلفهم صورة بيوتهم ومدينتهم والمسجد الأقصى، الصورة تميل إلى اللون الأحمر، لون النار والدم والحرب والغضب والعدوان والقوة والعاطفة، أما اللون الأصفر فيعبر عن الخيانة والحقد، الصورة للفنان التشكيلي جمال بدوان.
“الأمل والابتسامة”
الصورة تبعث الأمل وتبشر بأن الأرض سوف تعود من خلال الرجل المناضل الذي يرفع سلاحه وكوفيته، بابتسامة مرسومة على الوجه وهو ينظر إلى ابنه الصغير الذي يتسلم الراية من بعده، وزوجته التي تشد على يديه لتخفف عنه وتقف بجانبه في كل شيء.. الفرح والحزن. الألوان المستخدمة في الصورة وهي الأبيض في الكوفية والأخضر في السنابل تعكس الرخاء والنقاء، الصورة للفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الحي مسلّم.
“سنعود”
صورة تظهر التشتت من خلال نظرة الطفل الصغير الذي لا يقوى عقله على إدراك ما حدث لهم من طرد وتشريد ومعاناة وآلام، فهو طفل صغير، من هو في مثل عمره يجرى ويلعب فقط ولا يشاهد دماء أو حروبا أو صراعات. هو ينظر إلى الجد الكبير الذي تحولت ملامح عجزه وكبره إلى حسرة ومرارة على فقدان الأرض.
The post لوحات فنية تجسد النكبة وترصد معاناة الشعب الفلسطيني appeared first on البديل.