البديل
حكاية صورة| سوري حرمته الحرب من سياراته التي استقلها ستة رؤساء
في بيته القديم بحي الشعار وسط حلب جلس السوري محمد محيي الدين أنيس، أو كما يطلق عليه “أبو عمر”، وسط بيته الذي طاله الخراب؛ جراء الحرب الدائرة في سوريا، يدخن غليونه، ويستمع إلى صوت الأغاني القادمة من الجرامفون، يستمع إلى أغانيه، ويسترجع معه ذكرياته وأملاكه التي طالها الدمار.
في حديثه للوكالة الفرنسية قال “أبو عمر” إنه يهوى جمع السيارات الكلاسيكية، ذلك الحب الذي ورثه عن أبيه، بعدما عاد إلى سوريا عقب دراسته للطب في إسبانيا، مشيرًا إلى أن والده كان من الأثرياء، ويعمل في مجال صناعة الغزل والنسيج، وأنه ورث عنه سيارة من طراز بونتياك 1950، لا يزال يمتلكها حتى اليوم، بجانب 30 سيارة كلاسيكية أخرى لم يتبقَّ منها سوى 20 سيارة فقط؛ بسبب القصف المتواصل على الجزء الشرقي من المدينة خلال العام الماضي، إضافة إلى سرقة البعض الآخر ومصادرة 7 سيارات من قبل الشرطة.
في حديثه ذكر أبو عمر أنه يمتلك سيارة موديل 1947 استقلها ستة من الرؤساء عبر السنين، إضافة إلى شرائه للسيارة التي أقلت الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس السوري شكري القوتلي عام 1958 في شوارع دمشق أثناء احتفالات إعلان الجمهورية العربية، والتي اشتراها من مزاد علني بمبلغ وصل إلى 620 ليرة سورية، حيث قال عنها إنه أزال عجلة القيادة الخاصة بها والمقاعد، وقام بإخفائها لحمايتها من السرقة.
وخلال آخر شهرين من العام الماضي ومع شدة القصف على حلب، قرر أبو عمر أن يغادر منزله، تاركًا خلفه كل سياراته، ليصدم حين عودته، بعد أن رأى أن الحرب دمرت كل سياراته التي لا تقدر بثمن في الوقت الحالي، كاشفًا عن تلقيه عروضًا من بعض الأجانب بشراء هذه السيارات، لكنه رفض، وأصر على الاحتفاظ بها.
ومما رواه أبو عمر أن جيرانه أقنعوا المقاتلين بألا يضعوا مدفعًا مضادًا للطائرات على إحدى سياراته، وهي شيفروليه موديل 1958 أثناء حصار الجزء الشرقي من المدينة، موضحًا أنه قرر توزيع سياراته على أولاده الثمانية طبقًا للشريعة الإسلامية: سياراتين لكل ولد وسيارة لكل بنت.
The post حكاية صورة| سوري حرمته الحرب من سياراته التي استقلها ستة رؤساء appeared first on البديل.